مع بداية شهر ماي الماضي، تلاشت حالة الطوارئ الصحية العالمية التي فرضتها جائحة “كوفيد-19″، وبدأت الأمور تستعيد طابعها الاعتيادي تدريجياً، غير أن هذا الاستراحة القصيرة لم تستمر طويلاً، حيث خطت مرحلة جديدة من التحديات مع ظهور متحور جديد لفيروس كورونا والذي يُعرَف بـ EG5 والذي بات يواجه العالم أجمع وضمنه المغرب.
الأرقام الصادرة عن الجهات الصحية لا تخفي الحقيقة المرّة، إذ تشير إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد الإصابات بالفيروس خلال الشهر الأخير، كما تتباين الأسباب وراء هذا الارتفاع من عدة جوانب، مع تفشي السلالات المتحورة وانخفاض نسب التطعيم في بعض المناطق، أصبح الخوف من موجة جديدة من “كوفيد-19” واقعًا يجب مواجهته بكل جدية.
وفي هذا الجانب قال البروفيسور سعيد المتوكل، الطبيب المتخصص في الإنعاش، وعضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة كوفيد، إن المتحور الجديد ينتمي لنفس سلالة فيروس كوفيد-19، موضحا “منذ ظهور الفيروس، قام جسم الإنسان بالتفاعل معه، مما أدى إلى حدوث تغييرات بيولوجية على تركيبة الجينات الفيروسية، وبالتالي ظهور المتحورات التي عرفناها خلال الجائحة. ومن أبرزها متحور أوميكرون، الذي أفضى أيضًا إلى ظهور متحورات فرعية، بما فيها المتحور الجديد الذي يثير قلق العالم”.
وأشار عضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة كوفيد، في تصريح له لجريدة “بلبريس”، إلى أنه عندما ظهر المتحور أوميكرون، تراجعت شدة الفيروس وأصبحت الحالات الخطيرة أقل شدةً، هذا المتحور الجديد، الذي ينتمي لنفس سلالة أوميكرون، ظهر في فبراير من هذا العام، وانتشر في مناطق مثل الهند والصين وأمريكا الشمالية وأوروبا، وفيما يتعلق بالمغرب، لم يتم رصد وجوده حتى الآن، ولكن من الممكن أن يظهر في أي لحظة نظرًا لحركة الانتقال بين الدول.
وعن أعراض المتحور الجديد، أكد الطبيب المتخصص في الإنعاش، أنها تشمل ارتفاعًا في درجة الحرارة، الإعياء، آلام في مختلف أنحاء الجسم، سعال جاف، صداع، وألم في الحنجرة، مشيرا إلى أنه “وعلى الرغم من أن الحالات الخطيرة نادرة، فإن الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة وكبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة يظلون أكثر عرضة للخطر”.
وحذر المتوكل، قائلا أنه يجب أن نكون حذرين ونتخذ الاحتياطات اللازمة، بما في ذلك البحث عن التشخيص والعلاج عند ظهور أعراض الفيروس. كما يجب أن يقوم الأفراد ذوي المناعة الهشة بتلقي التطعيم.
وعلى الرغم من ذلك، يؤكد الخبير أنه لن يكون هناك تشديد للإجراءات كما جرى في السابق، حيث أن المتحور الجديد ليس بنفس الشراسة التي شهدناها في بداية الجائحة.
(صحافية متدربة)