الصحراء تفتح أبواب الدفء.. هل اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء سيقضي على آمال الجزائر؟

منذ سنوات، تشهد العلاقات بين المغرب وفرنسا توترًا يتجلى في مجموعة من القضايا، أبرزها الخلاف بشأن ملف الصحراء المغربية، وتوتر العلاقات الدبلوماسية المرتبطة به.

ومع تحولات الساحة الدولية وتطورات السياسة الخارجية، يشير المحللون إلى اقتراب حدوث انفراج في هذه العلاقات المهمة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الأولى للمملكة المغربية.

وفي هذا السياق، أدلى المحلل السياسي والإعلامي في قناة فرانس 24، مصطفى الطوسة، بتصريحات لبلبريس، تشير إلى اتجاه واضح من فرنسا نحو الاعتراف بمغربية الصحراء، مما يثير توقعات بتغيير ملموس في ديناميات العلاقات بين البلدين.

المحلل السياسي مصطفى الطوسة
المحلل السياسي مصطفى الطوسة

وتوقع الطوسة، انفراجا في العلاقات المغربية الفرنسية، حيث تشير جميع المؤشرات إلى اقتراب هذا التحول، بعد سنوات من الأزمة الباردة بين البلدين.

مؤكدا، على أن فرنسا تتجه بوضوح نحو الاعتراف الكامل بمغربية الصحراء، مما يتفق مع موقف الولايات المتحدة.

وأشار، إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني، الذي أكد أنه تم تكليفه بشكل شخصي من الرئيس إيمانويل ماكرون، بتحسين العلاقات المغربية الفرنسية، إلى جانب تصريحات السفير الفرنسي بالرباط.

وبين المحلل، أن الانتقال نحو الاعتراف بمغربية الصحراء، سيساهم في إنهاء الفجوة التي طالت العلاقات الباردة بين البلدين.

ومع ذلك، لفت مصطفى الطوسة، إلى عدم صدور أي تصريحات من الرئيس ماكرون بشأن هذا الأمر، مما يترك الأبواب مفتوحة لجميع الاحتمالات، بما في ذلك استمرار الموقف الفرنسي الغامض في هذا الصدد.

وتنبأ بأن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء، قد يؤدي إلى توتر مع الجزائر، التي تعتبر هذه القضية خطا أحمر لوهران في العلاقات مع باريس.

وأشار، إلى أن بعض الأوساط الجزائرية، ترى أن هذا الاعتراف يعد إعلانا عن حرب على مصالحها الحيوية.

وأكد المحلل، على أن هذا التحول المحتمل سيؤثر بشكل سلبي على العلاقة الفرنسية الجزائرية، مشيرا إلى أنه جزء من التحديات التي تواجه فرنسا في علاقاتها مع بلدان شمال إفريقيا.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، الجمعة الماضية، في جلسة بالبرلمان الفرنسي، أنه بدأ في بناء الثقة مع المغرب، وأنه قد فتح باب التواصل مع المملكة لتجاوز “سوء الفهم” السابق الذي أدى إلى صعوبات في التفاهم.

وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني
وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني

وأكد سيجورني، أن العلاقة مع المغرب “أساسية” وأنه يسعى لتجديد أواصر الثقة بين البلدين، مؤكدا أن التواصل مع المغرب قد استأنف، وأن هناك إرادة لتخطي الصعوبات التي حدثت بسبب “سوء الفهم”.

وأشار إلى أنه يعمل على بناء الثقة ببطء لأن هذا في صالح البلدين، معربًا عن رغبته في بناء أجندة سياسية جديدة.

وأوضح الوزير الفرنسي، أنه يتحرك بناء على توجيهات من الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي طلب منه تعزيز العلاقات بين البلدين.

وفيما يتعلق بالصحراء المغربية، أكد سيجورني على دعم فرنسا المستمر لخطة الحكم الذاتي المقدمة من المغرب، مشيرا إلى أن هذا الدعم قائم منذ عام 2007.

وكان كريستوف لوكورتيي، سفير فرنسا في المغرب، قد صرح في محاضرة ألقاها بمركز الأبحاث القانونية والاقتصادية والاجتماعية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق بالدار البيضاء، بأنه ينبغي علينا أن نعمل على تجديد علاقة البلدين، وعلى الرغم من أنها علاقة قديمة ومهمة، إلا أنه لا ينبغي لنا أن نعتبر أن كل شيء سيتحسن بمفرده.

كريستوف لوكورتيي، سفير فرنسا بالرباط
كريستوف لوكورتيي، سفير فرنسا بالرباط

وأشار إلى أن المغرب تطور إيجابيًا في السنوات الأخيرة، لكن لم يتماشى ذلك مع تغيرات في النظرة الفرنسية نحوه.

وأضاف، أنه من الضروري أن نعيد النظر في علاقتنا بمفهوم “الدفء”، بدلا من الاكتفاء باللقاءات الرسمية والصور الإعلامية.

وتناول أيضا قضية التأشيرات، مؤكدًا أن القرار الفرنسي السابق بتشديد شروط منح التأشيرات لسكان المغرب والجزائر وتونس كان خاطئًا.

وأكد التزام فرنسا بتيسير السفر بين البلدين وتقديم المساعدة اللازمة للمهاجرين.

وأكد لوكورتيي، على أهمية بناء علاقة مشتركة ومتبادلة بين البلدين في ظل التحديات العالمية الراهنة، مشيرًا إلى أن التعاون المشترك يمكن أن يسهم في تعزيز الاستقرار ومكافحة التطرف وتعزيز التنمية في المنطقة.

وجدير بالذكر، أن الملك محمد السادس، قد أشار في خطابه بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، إلى أن ملف الصحراء هو “النظارة التي ينظر من خلالها المغرب إلى العالم، والمعيار الواضح الذي يقاس به صدق الصداقات ونجاح الشراكات”.

ودعا بعض الدول الشريكة للمغرب، التي لم توضح مواقفها حول هذا النزاع الخروج من منطقتها الرمادية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية