الإعلام الجزائري يشن حملة مسعورة على الغزواني بعد قمة واشنطن

أطلقت منابر إعلامية جزائرية هجومًا حادًا على الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إثر مشاركته في قمة مصغّرة بالبيت الأبيض، بصفته الممثل العربي والإفريقي الوحيد في اللقاء.

ولم تُخفِ بعض المقالات الجزائرية امتعاضها من غياب الجزائر عن هذا الحدث، وهو ما دفعها إلى الانزلاق نحو خطاب مليء بالتجريح والمزايدات، بدل التحليل الموضوعي.

ووصفت صحف موريتانية هذا السلوك الإعلامي بأنه تجلٍّ واضح لارتباك سياسي، وامتداد لنزعة غير مبررة في مهاجمة كل خطوة دبلوماسية مستقلة تتخذها نواكشوط خارج المدار الجزائري، واعتبرت هذه الأصوات أن الهجمة الأخيرة لم تكن سوى انعكاس لفشل الجزائر في مواكبة ديناميكيات جديدة تُعيد تشكيل التوازنات في منطقة الساحل، حيث لم يعد النفوذ يُقاس بالشعارات ولا بالاستعراضات، بل بالفعل الدبلوماسي الهادئ والرصين.

وانتقدت الأقلام الموريتانية محاولات تقزيم مشاركة الغزواني في القمة، معتبرة أن الهجوم لم يكن سوى “انفجار مرارة” إزاء مشهد لم تستطع الجزائر أن تستوعبه، مفاده أن علم موريتانيا يرفرف في واشنطن، بينما تُترك دولة تُفاخر بثرواتها الغازية خارج طاولة الحوار،  ولم يذهب الرئيس الموريتاني إلى العاصمة الأمريكية للاستعراض، بل للمشاركة في مناقشة ملفات دقيقة تتعلّق بأمن الساحل والتعاون الطاقي والبنية التحتية، في وقت كانت الجزائر تغيب عن النقاشات ذاتها، رغم محاولاتها المتكررة لإظهار نفسها كقوة إقليمية مركزية.

ولم تتوقّف هذه الحملات عند حدود النقد، بل تخطّت إلى التشكيك في سيادة موريتانيا واستقلال قرارها السياسي، وهو ما أثار استغراب نواكشوط التي أكدت في مواقف غير مباشرة أن استقلال القرار لا يُعَد خيانة، وأن التفاعل مع القوى الكبرى ليس مرادفًا للتبعية، بل تعبير عن نضج دبلوماسي تفرضه ضرورات المرحلة وتحولات المنطقة.

وذكّرت صحف موريتانية بتاريخ من الصبر السياسي حيال ممارسات الجزائر، بما فيها دعم جماعات مسلحة في لحظات حرجة من تاريخ الجوار، دون أن تنجر نواكشوط إلى منطق الرد بالمثل أو الاتهام العلني، مفضّلة الحفاظ على علاقة احترام متبادل بين الشعبين، لكنها، في المقابل، لم تعد مستعدة لتقبّل أي إملاءات من أنظمة تعاني من ضمور في التأثير الخارجي وتحاول تغطيته بضجيج إعلامي لا يغيّر من الواقع شيئًا.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *