وجّه النائب البرلماني محمد البوعمري، عن الفريق الاشتراكي، انتقادات لاذعة إلى الحكومة ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، خلال جلسة الأسئلة الشفوية التي عُقدت بعد زوال اليوم بمجلس النواب، واعتبر أن تزايد أعداد المختلين عقلياً في الشوارع بات دليلاً واضحاً على فشل الحكومة في التعاطي مع هذا الملف الحساس.
وفي تعقيبه، عبّر البوعمري عن قلقه العميق إزاء تنامي ظاهرة التشرد في صفوف المرضى النفسيين، في ظل غياب أي رعاية صحية أو اجتماعية تضمن كرامتهم، مشيراً إلى أن هذا الواقع يعكس خللاً بنيوياً في الخدمات الصحية الموجهة لهذه الفئة، إضافة إلى محدودية البنيات الاستشفائية، مستشهداً بمستشفى برشيد الذي لم يعد قادراً، حسب قوله، على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى.
ولفت النائب إلى أن هذا الإهمال لا يضر المرضى فقط، بل يُهدد كذلك أسرهم والمجتمع بأسره، مستحضراً حوادث مؤلمة شهدتها مدن مثل بن حمد، والتي أبانت عن خطورة غياب تدخلات علاجية ووقائية فعالة. كما نبه إلى أوضاع مأساوية تعيشها نساء مختلات عقلياً في الشارع، بعضهن في حالات حمل، دون أدنى حماية أو رعاية.
وانتقد البوعمري ما وصفه بـ”المقاربة العكسية” التي تنهجها الحكومة، متهماً إياها بدفع المرضى نحو المدن الصغيرة والهامشية بدلاً من تعزيز قدرات المستشفيات وإعادة هيكلتها بما يضمن كرامة المرضى ويصون أمن المواطنين، واصفاً هذا التوجه بغير الإنساني، ونتاج غياب رؤية استراتيجية شاملة وواضحة.
واختتم النائب مداخلته بالدعوة إلى إدماج الصحة النفسية في صلب السياسات العمومية، مع اعتماد مقاربة إنسانية متوازنة تقوم على العلاج والحماية الاجتماعية، مطالباً الحكومة باتخاذ تدابير عاجلة وملموسة لمعالجة الوضع.