نشرت قناة “بي بي سي نيوز عربي” تقرير استقصائي يتناول حوادث اعتداءات جنسية تعرضت لها نساء على يد ما يطلق عليهم “معالجين روحانيين”، وكان المغرب والسودان موضوع التقرير.
وأكدت القناة في تقريرها أن فريق التحقيق قد قام بجمع شهادات من 80 امرأة، متناولة تجاربهن ومعاناتهن جراء سلسلة من الاعتداءات التي تعرضن لها في البلدين المذكورين.
هذه الاعتداءات تمت بأشكال متنوعة، تمثلت إحدى القصص المؤلمة التي تم نقلها في البرنامج حيث تعرضت إحدى المشاركات للاعتداء الجنسي عندما كانت في سن السادسة عشر، وذلك بوجود والدها في المكان نفسه. كان يُظهر “الراقي” لهم أنه يقوم بإجراءات لطرد الجن، ولكنه في الحقيقة كان يلمس أماكن حساسة من جسدها.
ومن جهة أخرى، تعرضت إحدى النساء للاعتداء الجنسي الذي أدى إلى حملها وولادتها سراً، وقررت التخلي عن طفلتها خوفاً من الفضيحة.
وجاء في التقرير غياب إحصائيات رسمية أو بيانات تؤكد هذه “المهنة”، وذلك لأنها تعتبر من الأنشطة غير المنظمة من الناحية القانونية، بالإضافة إلى ذلك، تظهر الإحصائيات المتعلقة بالاعتداءات الجنسية أيضًا غموضًا، نظرًا لأن النساء اللواتي يتعرضن للانتهاكات الجنسية نادرا ما يقمن بتقديم بلاغات للسلطات الأمنية، نتيجة عوامل متعددة، من بينها خوف النساء من التعرض للفضيحة، وأيضًا خوفهن من عدم تصديق شهاداتهن، نظرًا لأن الراقي يمتلك سلطة دينية تضفي عليه دورًا مؤثرًا في المجتمع.
وأشار التقرير إلى أن بعض السياسيين في المغرب قد دعوا إلى وضع قوانين تنظم “مهنة الراقي”، فقبل عدة سنوات، تقدم بعض أعضاء البرلمان بسؤال لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، يتعلق بانتشار ممارسات العلاج بالرقية الشرعية. وكان هذا السؤال موجهًا من قبل أعضاء الفريق الاشتراكي في يوم الثلاثاء، الموافق 08 يناير 2019.
وأثناء استضافتها لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أوضح أن هذه الاعتداءات تمثل أمورًا معروفة وقد تحدث في أي مكان، وليس فقط حيث يخضع الضحايا لجلسات الرقية الشرعية.
وأضاف التوفيق، أن القانون يتدخل عندما يتسبب استخدام اليد واللكم وإلحاق الضرر بالآخر في تلك الجلسات. مع تأكيده على أن تنظيم ممارسة الرقية الشرعية يعتبر أمرًا صعبًا في الوقت الحالي، مع إشارته إلا أن الحل لهذه المشكلة يكمن في تعزيز التربية الدينية وتوجيه الوعظ بشكل مناسب.
(صحافية متدربة)