“هدر” 500 درهم إضافية في رمضان!.. عندما تتحول الموائد الرمضانية إلى”مقابر للأرزاق”

يأتي شهر رمضان المبارك من كل سنة حاملا معه فرصا عظيمةً للعبادة والتقرب من الله تعالى، إلا أن بعض السلوكيات تُهدد معاني هذا الشهر الفضيل، من أهمها ظاهرة الإسراف في الطعام والشراب.

العادات الغذائية في هذا الشهر الفضيل تتغير وترتفع النفقات المالية ويصبح إعداد مختلف الأطباق أمراً لا مناص منه على مائدة الإفطار، ويصعبُ آنذاك إقناع المرء بأهمية الاقتصاد في الأكل خلال وجبتي الفطور والسحور، فلدى غالبية الناس فكرة مفادها أن الأكل كثيراً يقي من الجوع طيلة النهار.

وعاينت جريدة “بلبريس” في الأيام الأخيرة الإقبال الكثيف من المواطنين على المحلات التجاربية والأسواق قصد اقتناء بعض المواد الاستهلاكية وتخزينها، حيث يتم اقتناء أكثر بكثير من المواد الغذائية رغم جنون الأسعار وتدهور القدرة الشرائية في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.

بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، كشف في تصريح لـ”بلبريس” أن العائلات المغربية “مع الاسف” في شهر رمضان يبذرون حوالي 500 درهم إضافية في المواد الغذائية الإستهلاكية وذلك وفق ما كشفت عنه دراسة لـ”لايف اهو”، مشيرا إلى أن رمضان يعتبر شهر ذروة تبذير المواد الغذائية لدى المغرب وبعض الدول العربية المسلمة.

وأردف الخراطي قائلا إن “سلوك التبذير ظاهرة تكثر في الأسواق قبيل أيام من رمضان أثناء تهافت الناس على اقتناء المواد الغذائية مما يتسبب في ارتفاع الأسعار”، مؤكدا أن “الثلث من تلك المواد بما يقدر بين 15%  إلى 25%  ترمى في القمامة وأغلب منها متعلق بالمخبوزات (..)”.

وأكثر مادة تعطيها الجمعية المغربية للمستهلكين أهمية في المواد المستهلكة بكثرة، يقول الخراطي هو “البراد د أتاي”، لافتا إلى أن “جميع مكونات الإعداد وتحضير الشاي هي مواد مدعمة بدءا من الغاز ثم الماء والسكر والحبوب المستوردة 100%، وفي الأخير يمكن أن يتسهلك الفرد من “البراد” كأس أو كأسين ويرمى الباقي في القمامة”، مؤكدا أن “هذه هي صورة التبذير المتواجدة بكثرة في المغرب”.

ووجه المتحدث ذاته نصائح للمستهلكين بـ “ضرورة عدم شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية”، مذكرا أن المغرب هو استثناء بخصوص الوفرة الغدائية في الوقت الذي تعاني منه دول عربية متقدمة من خصاص في بعض المواد، كما حث كذلك على الاقتصاد واستغلال رياضة المشي اليومي لاقتناء المستلزمات الغذائية خلال شهر رمضان.

ووقف رئيس الجمعية المغربية للمستهلكين عند تدبير استهلاك المياه نظرا للظرفية الحرجة التي يمر منها البلاد رغم التساقطات المطرية الأخيرة، مؤكدا على أن هذا السلوك يعود بالفائدة على المواطنين من النواحي المادية والصحية والاقتصادية.

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية