في خطوة تُوصف بالاستباقية، قررت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إطلاق برنامج تكويني لفائدة 30 ألف أستاذ وأستاذة في سلك التعليم الابتدائي، يندرج ضمن مشروع “مؤسسات الريادة”، وذلك استعداداً للدخول المدرسي 2025-2026.
ويستهدف هذا البرنامج، الذي ستنطلق أولى مراحله يوم الأربعاء 25 يونيو 2025، نحو 2000 مؤسسة تعليمية ابتدائية، سيتم تأطيرها ضمن هذا النموذج التربوي الجديد الذي يركز على مقاربة “الدعم وفق المستوى المناسب”، بهدف ضمان بداية مدرسية منسجمة وتأهيل الأطر التربوية لاستيعاب التحولات البيداغوجية المرتقبة.
وحسب المعطيات التي توصلت بها “بلبريس”، فإن المرحلة الأولى من التكوين ستهم تنظيم ورشات لفائدة الأساتذة الجدد المنخرطين في المشروع برسم الموسم الدراسي 2025-2026، وتمتد ما بين 25 و30 يونيو الجاري، موزعة على فوجين، فيما برمجت الوزارة المرحلة الثانية من التكوين خلال الفترة الممتدة بين 1 و4 شتنبر المقبل، بالتزامن مع الورشات التذكيرية لفائدة أساتذة المواسم السابقة.
وفي السياق ذاته، سيخضع المنسقون التربويون للمؤسسات المنخرطة في “مؤسسات الريادة” برسم الموسمين الدراسيين 2023-2024 و2024-2025 لدورة تكوينية خاصة تمتد من 1 إلى 4 يوليوز المقبل. وتشمل هذه الدورة مستجدات بيداغوجية تتعلق بتمرير الروائز وتشخيص التعلمات، إضافة إلى محاكاة سيناريوهات للتدخل البيداغوجي داخل الفصول الدراسية.
وتأتي هذه الخطوة، وفق ما تنص عليه المذكرة الوزارية رقم 25/271 الصادرة بتاريخ 4 يونيو 2025، في إطار التنزيل العملي لمقاربة “التدريس وفق المستوى المناسب”، وهي مقاربة تروم إعادة توجيه الأداء التعليمي ليواكب الفروقات الفردية بين التلاميذ ويعزز المكتسبات الأساسية لديهم.
وأكدت الوزارة على ضرورة التقيد بتشكيل مجموعات لا تتجاوز 30 أستاذاً في كل فوج تكويني، مع إعطاء أهمية لمحور الروائز والأنشطة التطبيقية، على أن يتكلف المنسقون الجهويون بتأطير العروض والمضامين التكوينية بتنسيق مع المفتشين والمصالح الإقليمية.
ويُرتقب أن تشكل هذه التكوينات إحدى اللبنات الأساسية لإنجاح ورش “مؤسسات الريادة”، الذي تراهن عليه الوزارة لتحسين جودة التعليم الأولي والابتدائي، وربط المدرسة المغربية بالتحولات المنهجية الحديثة، انسجاماً مع أهداف الإصلاح التربوي المنصوص عليها في خارطة الطريق 2022-2026.