مازالت احتجاجات آيت بوكماز بإقليم أزيلال، تثير الكثير من النقاش في الوسط السياسي والاجتماعي، حيث تفاعل الرئيس السابق لفريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب وعضو مكتب السياسي، محمد غيات مع الموضوع، واضعا ملف آيت بوكماز “بين المطالب الاجتماعية المشروعة والاستغلال السياسي المرفوض
وقال غيات في تدوينة على حسابه الرسمي بفيسبوك، إن “ما شهدته منطقة آيت بوكماز مؤخراً يُعيد إلى الواجهة سؤالاً محورياً: إلى متى سيستمر البعض في استغلال معاناة المواطنين لتحقيق مكاسب سياسوية ضيقة؟”.
وشدد غيات على أن “لا أحد يُجادل في مشروعية المطالب الاجتماعية للساكنة، من صحة وتعليم وبنية تحتية تحفظ الكرامة وتكفل الحق في التنمية”، متأسفا لكون “بعض الأطراف اختارت الركوب على هذه المطالب النبيلة، مُحاولة تحويلها إلى وسيلة للتحريض والتجييش وتصفية الحسابات، في ممارسات لا تمتّ لا للوطنية بصلة، ولا لأخلاقيات الفعل السياسي المسؤول”.
ونبه إلى أن “الدولة، بكل مؤسساتها، معنية بالإصغاء الجاد والتفاعل الإيجابي مع كل صوت مواطن صادق، لكن التلاعب بمشاعر الساكنة والركوب على نضالاتها يسيء أولاً وأخيراً إلى المطلب المشروع ذاته، ويُفقده المصداقية”.
وخلص إلى أن “المطلوب اليوم هو معالجة هادئة، عقلانية ومؤسساتية، تُعيد الثقة، وتُعطي لكل ذي حق حقه، بعيداً عن الضجيج والمزايدات”.
وكان المئات من سكان آيت بوكماز قد نظموا مسيرة احتجاجية نحو مقر عمالة أزيلال، أطلقوا عليها اسم “مسيرة الكرامة”، استنكاراً للتهميش الذي تعانيه المنطقة، مطالبين بإلغاء رخص البناء مؤقتاً إلى حين تلبية المطالب التنموية العالقة.
وشملت أبرز مطالبهم إصلاح الطريق الجهوية رقم 302 عبر ممر تيزي نترغيست والطريق رقم 317 عبر آيت عباس، إلى جانب توفير طبيب قار في المركز الصحي الوحيد، وتحسين تغطية شبكة الهاتف والإنترنت التي تُعد شبه منعدمة في بعض الدواوير.
وتفاعلاً مع هذه المستجدات، لم يمر تدخل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس المستشارين، الثلاثاء 15 يوليوز الجاري، دون التطرق لإشكاليات التنمية في العالم القروي، حيث قال في نهاية الجلسة المخصصة لموضوع “الحصيلة الاقتصادية والمالية وأثرها على دينامية الاستثمار والتشغيل ببلادنا، جماعة آيت بوكماز زرتها وأعرفها، كما أعرف إشكاليات الساكنة هناك. ولهذا، أقول إن الإنصات للمواطنين والاستجابة لأولوياتهم حق”.
أخنوش لم يُخف رفضه لما اعتبره استغلالًا سياسيًا لمسيرة الكرامة التي نظمتها الساكنة، مضيفًا: “الفاعل السياسي عليه أن يستمع إلى مشاكل المواطنين ويقوم بحلها؛ فالوسيط السياسي، أكان منتخبا أو رئيسا لجماعة أو رئيسا للجهة، عليه أن يلعب الأدوار المنوطة به”.
ويأمل سكان آيت بوكماز أن تجد مطالبهم طريقها إلى التنفيذ العملي، بعيدا عن التسويف والوعود المرحّلة، مؤكدين أن تحركهم نابع من حس وطني صادق وإيمان راسخ بأن التنمية حق مشروع لا يقبل التأجيل.