في سباق استباقي ساخن، دخل قادة الأحزاب السياسية المغربية معركة استقطاب آلاف الشباب، قبل عام من موعد الانتخابات التشريعية الحاسمة في 2026، ومجموعة الاستحقاقات الجماعية والمهنية المنتظرة في 2027.
الأغلبية والمعارضة، على حد سواء، تسابق الزمن لإعداد “جيش انتخابي شاب” يدعم القواعد الحزبية، رغم استمرار عزوف سياسي واسع، يتجلى في امتناع نحو 19 مليون مغربي عن التسجيل في اللوائح الانتخابية.
وتعيش بعض القيادات الحزبية التقليدية حالة من التوجس، بعد أن وجدت نفسها أمام موجة شبابية ترفض استمرار “الحرس القديم” و”مالين الشكارة” في الهيمنة على الترشيحات.
فاطمة الزهراء المنصوري والمهدي بنسعيد من حزب الأصالة والمعاصرة، التقيا المئات من الشباب ضمن برنامج “جيل 2030″، لدفعهم ليس فقط إلى التصويت، بل للترشح وتغيير المعادلة السياسية من الداخل.
نزار بركة بدوره فتح مقر حزب الاستقلال أمام الشباب، ودعاهم إلى كسر حاجز الخوف والانخراط في “الأكاديمية الاستقلالية للشباب”.
وفي الجهة الأخرى، دعا لحسن السعدي من التجمع الوطني للأحرار إلى نقاش مفتوح بأكادير، بحضور أكثر من 120 شاباً، بينما عبد الإله بنكيران من العدالة والتنمية حثهم على الجدية والتكوين… لكنه أثار جدلاً حين دعا الفتيات إلى “أولوية الزواج”، ما فجّر انتقادات الحداثيين.
أما محمد نبيل بنعبد الله، فحاور الشباب في الجامعات محاولاً إقناعهم بضرورة التمييز بين الفساد والإصلاح، بينما إدريس لشكر، الذي يستعد لولاية رابعة على رأس الاتحاد الاشتراكي، دعا الشباب إلى اقتحام السياسة ومواجهة خصوم الديمقراطية.
وتثير هذه التحكرات الكثير من التسساؤلت عن أثرها الفعلي، وما إن كانت هذا الصراع الانتخابي” المبكر سيدفع شبابا للخروج من منطقة العزف للمشاركة السياسية؟