في تعقيبه على جواب الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، دعا عزيز اللبار، عضو فريق الأصالة والمعاصرة، إلى تسريع وتبسيط المساطر الإدارية لتشجيع استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج، مشدداً على ضرورة إعطاء الأولوية للمستثمرين “المعقولين” من أبناء الجالية، بدل تكريس العراقيل البيروقراطية التي تعرقل انخراطهم في الدينامية الاقتصادية الوطنية.
وقال اللبار: “نحن على ثقة كبيرة في المجهودات التي تقومون بها”، في إشارة إلى العمل الحكومي في مجال تحسين مناخ الأعمال، لكنه لم يُخفِ انتقاده الضمني لما اعتبره استمراراً في التماطل الإداري رغم التوجيهات الملكية الواضحة في هذا الشأن، لاسيما ما يرتبط بأوراش 2025-2030 الهادفة إلى جذب الاستثمار وتحقيق التنمية.
ورغم ما بدا أنه تدخل يحمل نبرة داعمة للوزير ولجهود الحكومة، إلا أن مصادر تؤكد لـ”بلبريس” أن مداخلة اللبار لم تخرج عن سياق “المجاملة المحسوبة”، في محاولة مكشوفة للضغط على الحكومة لدعم ملفاته الاستثمارية الخاصة، خاصة في القطاع السياحي بجهة فاس، حيث يملك مشاريع ويبحث عن تعزيزها بدعم رسمي.
وأوضحت المصادر ذاتها أن “اللبار لا يترك باباً إلا ويطرقه، بدءاً من وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، التي دخل معها في مشادات كلامية خلال جلسة سابقة انتهت بانسحابها من القاعة بتنسيق مع كاتبها العام، مروراً بوزراء وفاعلين في قطاعات أخرى، وذلك في سعي منه لتحريك ملفاته الاستثمارية الشخصية”.
ويُذكر أن قبة البرلمان كانت قد شهدت، الشهر الماضي، فوضى عارمة بعد انفجار غضب اللبار أمام باب المجلس، حين حاول التعبير عن احتجاجه على ما وصفه بـ”تهميش المستثمرين الوطنيين” لصالح الأجانب، مشتكياً من بطء المساطر وتعقيداتها، وهو السلوك الذي خلف استياء واسعاً في صفوف النواب وموظفي المجلس الذين اضطروا لإغلاق الأبواب لاحتواء الموقف.