مصالحة برلمانية على وقع الانسحابات والاتهامات… والطالبي العلمي يدخل على الخط

في خطوة وصفت بأنها محاولة لرأب الصدع وتهدئة الأجواء المتوترة داخل مجلس النواب، تدخل رشيد الطالبي العلمي، رئيس المجلس، لتقريب وجهات النظر بين فرق الأغلبية والمعارضة، بعد خلاف حاد تفجّر داخل لجنة القطاعات الإنتاجية حول ملف استيراد القطيع واللحوم الحمراء.

مصالحة برلمانية على وقع الانسحابات والاتهامات… والطالبي العلمي يدخل على الخط

 

الشرارة انطلقت حين انسحب نواب المعارضة من جلسة للجنة المذكورة، احتجاجاً على تمرير الأغلبية لمقترح يقضي بتشكيل لجنة استطلاع برلمانية، رافضين بالمقابل مطلبهم الأصلي بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الملف ذاته، وهو ما اعتبروه محاولة لطمس المعطيات الحقيقية المرتبطة بالاستيراد والتوزيع وضمان السلامة الصحية.

 

مصادر من المعارضة أكدت أن طلب لجنة تقصي الحقائق أُفشل من قبل فرق الأغلبية، التي سعت إلى الدفع نحو لجنة استطلاع بدلًا من ذلك، ما أثار غضب ممثلي المعارضة الذين انسحبوا من جلسة التصويت.

 

في المقابل، يسعى الطالبي العلمي، بصفته رئيساً لمجلس النواب، إلى خلق مساحة توافقية تسمح بتشكيل مهمة استطلاعية برلمانية تعمل في جو من التعاون بين مختلف المكونات السياسية، تفاديًا لتأزيم الوضع أكثر، وضماناً لفعالية الرقابة البرلمانية على واحد من أكثر الملفات حساسية خلال الفترة الحالية، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى وارتفاع الطلب على اللحوم الحمراء.

 

ويُرتقب أن يُعقد لقاء خاص خلال الأيام المقبلة لجمع ممثلي الأغلبية والمعارضة تحت إشراف الطالبي العلمي، في محاولة لإذابة الجليد وبحث سبل تنفيذ المهمة الاستطلاعية دون تعطيل.

 

هذا التحرك يعيد إلى الواجهة إشكالية العلاقة المتوترة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في ما يتعلق بملفات ذات بعد اقتصادي واجتماعي، كما يعيد النقاش حول دور اللجان الاستطلاعية وتلك الخاصة بتقصي الحقائق، بين من يعتبرها أداة رقابية فعالة، ومن يراها رهينة توازنات سياسية أكثر منها تعبيراً عن إرادة مساءلة حقيقية.

 

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية