تصعيد على الحدود اللبنانية السورية والإسرائيلية: قصف واتهامات وتخوف من توسع الصراع

تشهد الحدود اللبنانية   تصعيدًا خطيرًا ، الشمالية الشرقية مع سوريا والجنوبية مع إسرائيل، مما يهدد بزعزعة الاستقرار الهش في البلاد. ففي منطقة الهرمل على الحدود اللبنانية السورية، يسود هدوء حذر بعد ليلة من المواجهات النارية بين قوات الأمن السورية وأبناء العشائر اللبنانية القريبة من “حزب الله”، وذلك إثر مقتل ثلاثة عناصر من الجيش السوري. وقد تبادل الطرفان القصف، وسقطت صواريخ في بلدة القصر اللبنانية، وسط حديث عن حشود سورية قرب الحدود.

واتهمت وزارة الدفاع السورية “حزب الله” بالتصعيد، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة، رغم نفي الحزب أي علاقة بالأحداث. وأعلن الجيش اللبناني عن تسليم الجثامين الثلاثة للجانب السوري، وعن رده على مصادر النيران التي استهدفت قرى وبلدات لبنانية.

كما اتهم قائد عمليات الجيش السوري على الحدود مع لبنان “حزب الله” بانتهاك الحدود، في حين أفادت مصادر بمقتل عناصر من الجيش السوري ومسلحين وفتى لبناني جراء القصف المتبادل. ونددت وزارة الإعلام السورية باستهداف الصحفيين من قبل “حزب الله”، مطالبة الدولة اللبنانية بمحاسبة الجناة.

وفي ظل هذا التصعيد، أكد رئيس الجمهورية اللبنانية أن ما يحصل على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر، وأنه أعطى توجيهاته للجيش بالرد على مصادر النيران.

وتأتي هذه التطورات في وقت يشير فيه النائب علي المقداد إلى تصاعد الأحداث على الحدود الشمالية الشرقية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مع تهجير أكثر من 130 ألف لبناني من قراهم الواقعة داخل الأراضي السورية.

وتعرب أوساط مقربة من “حزب الله” عن مخاوفها من تصاعد التهديدات السورية ضد الحزب، على خلفية الحوادث الأمنية المتكررة على الحدود، وتخشى أن يكون الهدف من ذلك توسيع نطاق عمليات القوات الدولية لتشمل الحدود الشرقية للبنان.

أما في الجنوب، فلا يزال التصعيد الإسرائيلي مستمرًا، حيث أصدر وزير الحرب الإسرائيلي تعليماته للجيش بالرد على أي إطلاق نار من لبنان. وشنت طائرة مسيّرة إسرائيلية غارة جوية على بلدة يحمر الشقيف، ما أدى إلى سقوط شهيد وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين. وادعى الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عنصرين من “حزب الله” كانا يعملان كمراقبين في المنطقة.

وفي هذا السياق، ناقش النائب فؤاد مخزومي مع رئيس الجمهورية الأوضاع على الحدود اللبنانية السورية، وأكد على ضرورة تكليف الجيش وحده بحماية الحدود وضبطها.

كما حذر “لقاء سيدة الجبل” من التلاعب بمصير الناس عبر إحياء فكرة “حلف الأقليات”، معتبرًا أن الرد الوحيد على المخاطر التي تفرضها المرحلة الانتقالية في المنطقة يكمن في قيام دولة وطنية فاعلة تلتزم بالدستور وتضمن حقوق المواطنين.

وفي ظل هذه التطورات، أصدر قائد الجيش اللبناني الجديد العماد رودولف هيكل أمر اليوم، مؤكدًا على أهمية مواصلة الجيش أداء دوره الضامن للوطن، والتمسك بالثوابت الوطنية والإيمان برسالة الجندية وقدسية الواجب.

وعلى الصعيد الرسمي، أبلغ وزير المال اللبناني منسقة الأمم المتحدة في لبنان بضرورة مساعدة المجتمع الدولي للبنان، خصوصًا المتضررين جراء الحرب، لتحقيق استقرار مستدام.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية