المقاتل لا يشيخ..أمرابط مع الوداد من أجل الحلم الأمريكي

في الوقت الذي ظن فيه كثيرون أن رحلته شارفَت على نهايتها، اختار نورالدين أمرابط أن يفاجئ الجميع. اختار أن يختتم مسيرته ليس في هدوء الغروب، بل وسط ضجيج الجماهير ووهج الأضواء… في الدار البيضاء، مع الوداد الرياضي، حيث المجد لا يُشترى، بل يُنتزع.

لاعب بذاكرة لا تشيخ، لا تزال تنبض بصور مونديال روسيا، حين قاتل بقميص المنتخب الوطني المغربي بشراسة المحارب، ومرّر، وراوغ، واحتج، وواجه الكبار دون وجل. كان صوته الأعلى، وكان ظلّه الأثقل في كل مباراة. لم يكن يرضى بأنصاف الحلول، ولا يحب الهزائم المحترمة.

ولد في هولندا، نعم، وتكوَّن في مدارسها الكروية، لكنه اختار الانتماء الكامل للمغرب. ارتدى القميص الوطني بفخر، ودوّى النشيد الوطني من حنجرته وكأنه لم يعرف وطناً غير هذا الوطن. في شخصيته شيء من البركان… وشيء من البحر. حادّ عند اللزوم، هادئ في لحظات أخرى، لكنه دائمًا حاضر، دائمًا صادق.

اليوم، يعود أمرابط إلى المغرب، ليس فقط ليلعب، بل ليقود. يعود وهو في الـ38 من عمره، محمّلًا بتجربة ثرية، وسيرة لا تحتاج إلى تزيين. لعب في هولندا، تركيا، إنجلترا، السعودية، اليونان… وها هو يختار الختام في الوداد. ليس لأن الوداد محطة عبور، بل لأنه يرى فيه تحديًا أخيرًا يستحق كل قطرة عرق متبقية.

الوداد لا يضمّه كـ”لاعب سابق كبير”، بل كمقاتل ما زال في صدره نفس الشغف، ونفس النار. إدارة النادي لا تراهن فقط على اسمه، بل على حضوره، على صراخه داخل المستطيل الأخضر، على تمريراته التي تُفتح بها المغاليق. على نظرته الثاقبة. على شخصيته.

وبينما يستعد الوداد لكتابة فصول جديدة في كأس العالم للأندية 2025، يأتي أمرابط ليضيف صوته، خبرته، قيادته. ليكون مرشدًا لجيل جديد، وذراعًا قوية في وجه عمالقة مثل مانشستر سيتي ويوفنتوس.

الأسد لم يهدأ. ولم ينسَ. فقط، اختار أن يعود… إلى حيث القلوب تهتف، والألوان تنبض، والعشق لا يُفسَّر.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية