وجد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، نفسه في مرمى نيران الأسئلة البرلمانية، خلال جلسة عمومية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، بعد أن حاصره عدد من النواب من الأغلبية والمعارضة بانتقادات لاذعة حول بطء وتيرة تفعيل الاستثمار، خصوصاً بالنسبة لمغاربة العالم.
وانتقد النواب، من مختلف الفرق، بطء تجاوب الوزارة مع المستثمرين المغاربة سواء داخل البلاد أو خارجها، معبرين عن استيائهم من تعقيد المساطر الإدارية واستمرار العراقيل التي تقف حجر عثرة أمام طموحات المستثمرين.
وقال النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي، عبد الحق أمغار، إن تحويلات مغاربة الخارج بلغت 117 مليار درهم، في حين لم تتجاوز نسبة استثمارهم داخل البلاد 10% فقط، معتبراً أن هذا المعطى يعكس، حسب قوله، “فشل وزارة زيدان في استثمار هذه الطاقات المالية الكبيرة”.
وأضاف أمغار أن التوجيهات الملكية المتعلقة بدعم استثمار الجالية لم تُفعَّل بالشكل المطلوب، محذراً من غياب إرادة سياسية حقيقية لتسهيل اندماجهم الاقتصادي داخل بلدهم الأم. كما نبّه إلى غياب الرحلات الجوية المباشرة نحو مناطق كالحسيمة، التي تعاني من عزلة نسبية، وارتفاع أسعار التذاكر نحو دول مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا.
من جهته، طالب النائب عن حزب الأصالة والمعاصرة، عزيز اللبار، الوزير زيدان بـ”الإسراع في تبسيط الإجراءات الإدارية، وتوفير شروط الاستثمار الجاد”، داعياً إلى إعطاء الأولوية للمستثمرين “المعقولين” كما وصفهم، مع الالتزام بتطبيق التعليمات الملكية في هذا المجال.
وفي ردّه، حاول الوزير زيدان امتصاص الغضب، مشيراً إلى أن وزارته تعمل على إيجاد حلول مناسبة لمغاربة العالم، من خلال تعزيز التواصل والمواكبة. ولفت إلى أن المراكز الجهوية للاستثمار تستقبل المستثمرين من الجالية، كاشفاً عن قرب إطلاق منصة رقمية جديدة لتسهيل تواصلهم مع الإدارة المغربية.
غير أن هذه الردود لم تكن كافية، حسب تعليقات عدد من النواب الذين اعتبروا أن الإرادة وحدها لا تكفي دون تسريع الإنجاز والتطبيق العملي.