ملفات حارقة تقلص عطلة وزراء أخنوش (مصدر)

مع اقتراب نهاية شهر يوليوز، تستعد حكومة عزيز أخنوش للدخول في عطلتها السنوية الصيفية، التي جرت العادة أن تنطلق مباشرة بعد احتفالات عيد العرش. ورغم الطابع السنوي الروتيني لهذه العطلة، فإن السياق الحالي يفرض على عدد من أعضاء الحكومة تأجيل أو تقليص استفادتهم منها، بالنظر إلى حساسية وتعقيد الملفات التي يشرفون عليها.

خطة العطلة: نيابة وتنسيق دائم

مصادر من رئاسة الحكومة كشفت أن العطلة ستكون محددة في أسبوعين، وسيتم خلالها تعليق الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الحكومة. غير أن غياب الوزراء لن يكون كاملاً، إذ تعتمد الخطة المعتمدة على توزيع المهام بين أعضاء الحكومة، من خلال آلية “الوزير بالنيابة” لضمان استمرارية تدبير القطاعات الوزارية.

كما سيستمر التنسيق المباشر بين الوزراء وكتّابهم العامين، لضمان عدم توقف أي ملف أو مشروع، خصوصاً ما يتعلق بالبرامج المستعجلة ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي. وفي حالات استثنائية، قد يطلب من بعض الوزراء إلغاء عطلتهم أو تأجيلها، استجابة لمتطلبات “الضرورة الوطنية”.

وزراء بدون عطلة… الملفات لا تنتظر

عدد من الوزراء سيكونون ملزمين بمواصلة العمل، بسبب طبيعة الملفات التي يشرفون عليها والتي لا تقبل التأجيل، خاصة في ظل تزايد الضغط الشعبي والإعلامي بشأنها.

الإجهاد المائي… تحديات في قلب العطلة

يُنتظر أن يواصل نزار بركة، وزير التجهيز والماء، مرابطته في مكتبه، لمتابعة أزمة ندرة المياه التي تعرفها عدة جهات في المغرب. ومع تصاعد شكاوى المواطنين من الانقطاعات المتكررة، والمسيرات التي تنظمها بعض الساكنة في القرى المتضررة، يبدو أن تحدي ضمان تزويد المواطنين بالماء الشروب خلال الصيف لن يسمح له بترف الاستجمام.

الصحة… وعود كبيرة ومراقبة دقيقة

القطاع الصحي بدوره يعيش على وقع إصلاحات عميقة تقودها الوزارة تحت إشراف الوزير أمين التهراوي. الأخير مطالب، وفق التزامات رئيس الحكومة، بتوسيع العرض الصحي وتقليص الفوارق المجالية، وتحسين الولوج إلى الخدمات الصحية، إضافة إلى مواصلة إدماج التكنولوجيا الرقمية لتجويد التدبير. مشاريع كهذه تتطلب المتابعة اليومية، وهو ما يجعل العطلة أقرب إلى التنقل بين الملفات أكثر من كونها راحة حقيقية.

التشغيل… اختبارات صعبة وانتظارات شعبية

فيما يتعلق بقطاع التشغيل، فإن الوزير المعني سيجد نفسه أمام ملفات لا تقل حساسية، أبرزها استكمال الحوار مع النقابات حول الإصلاحات المرتقبة، ومواجهة الواقع الصعب للبطالة، لا سيما في أوساط الشباب. كما أن تقييم البرامج الحكومية التي تم إطلاقها سابقًا – ولم تحقق أهدافها المنتظرة – سيكون بدوره مطروحاً بقوة على الطاولة.

هل تكون عطلة لتجديد النفس أم استمرار في الضغط؟

رغم اعتماد خطة لتدبير عطلة الوزراء، فإن الطابع الاستثنائي للظرفية الحالية، والضغط الشعبي المتزايد بشأن القضايا الاجتماعية الأساسية، سيجعل من هذه العطلة مناسبة جزئية لالتقاط الأنفاس، وليس راحة كاملة.

فمن التحديات المائية، إلى إصلاح المنظومة الصحية، إلى محاربة البطالة، تتوزع مسؤوليات جسيمة على عاتق وزراء حكومة أخنوش، الذين يعلمون أن عطلتهم الحقيقية لن تبدأ إلا بعد أن تقتنع فئات واسعة من المواطنين بأن هناك تغييرات حقيقية تحدث على أرض الواقع.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *