التشبث بالمقاطعة..طلبة الطب يعيدون الملف لنقطة الصفر.

أعلن طلبة الطب مواصلة مقاطعة الدراسة والامتحانات “حتى تحقيق المطالب وتتويجها بمحضر موقع يلزم جميع الأطراف كما هو متعارف عليه باعتبارنا شريكا اجتماعيا فعالا”، محذرين من “كل تدخل يرمي إلى نسف الجهود المشتركة والعودة بالملف إلى نقطة الصفر من طرف أي جهة كانت”.

واعتبرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب أن أي محاولة لإعادة برمجة الامتحانات دون الوقوف عند المشكل وحله ودون إشراكها محاولة فاشلة لزعزعة الوحدة الطلابية وسيكون مصيرها كسابقاتها، مطالبة برفع قرار حل المجالس والمكاتب دون قيد أو شرط والعقوبات الصادرة في حق ممثلي الطلبة.

وقال طلبة الطب إنهم عازمون على عقد ندوة صحفية خلال الأسبوع القادم ردا على عدة مغالطات تم تمريرها مرة أخرى داخل قبة البرلمان أمس الإثنين بمجلس النواب، على لسان وزير التعليم العالي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، والتي واجهها نواب باستغراب وتشكيك.

وقالت إنها تثمن مجهودات مؤسسة وسيط المملكة وتشبثها بها وساطة جادة ومسؤولة من شأنها الدفع بملف قابله التهميش كثيرا ليرى النور، داعية إياها لتحمل مسؤوليتها وتبيان موقفها للرأي العام الوطني بخصوص عبثية تعاطي الحكومة والوزارة مع هذا الملف.

ولفتت اللجنة إلى أن الوزارة رفضت طلب الطلبة بضمان دورتين لكل أسدس، “عبر الاختباء وراء متدخلين آخرين تارة، والاستحالة البيداغوجية تارة أخرى، في حين نعاين برمجة عشوائية -متجاوزين لمجالس الكليات- وأحادية لدورات الامتحان فاقت أعدادها ما طلبناه في الأصل، وفي نفس الوقت ترفض حين نطلبها عبر مختلف الوساطات وآخرها مؤسسة الوسيط”.

وفي نفس السياق، دعا الطلبة مؤسسة الوسيط إلى الوقوف على الالتزام بما جاء في محضر التسوية الخاص بشعبة الصيدلة -نقطة رفع العقوبات التأديبية- مؤكدين أن “ممثلة الصيدلة الموقوفة ظلما ما تزال تعاني مع عمادة الكلية ورئاسة الجامعة كون حسابها الأكاديمي بموقع الجامعة ما يزال محذوفا”.

ولفت الطلبة إلى أن مسلسلهم النضالي تجاوز كل التوقعات ببلوغه للشهر العاشر على التوالي من المقاطعة المفتوحة لجميع الأنشطة البيداغوجية من دروس نظرية وامتحانات وتداريب استشفائية، “مقاوما بذلك كل محاولات شق صفوف الطلبة وضرب وحدة قرارهم ومصيرهم وإن تباينت وجهات النظر والرؤى”.

واعتبرت اللجنة الوطنية أن المراهنة على إضعاف صفوف الطلبة رهان قد أبان عن فشله في أيما مناسبة، “ففي أشد لحظات اختلاف آراء الطلبة وتضاربها اجتمع قرارهم على قلب رجل واحد محققين بذلك مقاطعة ناجحة للامتحانات بنسب جد عالية فاقت 90%”.

ولفتت إلى أن “هذا للمرة السادسة أو السابعة أو الثامنة على التوالي فقد تعذر علينا إحصاء عدد دورات الامتحان المنظمة عشوائيا نظرا لكثرتها وتعدد تسمياتها، وفي هذا رسالة أننا أمام جيل استثنائي تشبع بقيم الديمقراطية والرأي الحر حتى بات يرى في كل اختلاف فرصة لإغناء النقاش وتوسيع المدارك فلا خطر على جسم طلابي يضرب به المثل في الوحدة والصمود”.

ووجهت تحية لجموع الطلبة على انخراطهم الكثيف والمسؤول في جميع الخطوات النضالية المسطرة آخرها الوقفة الوطنية في 5 أكتوبر، وكذلك جميع الهيئات الطلابية والحقوقية وهيئات المجتمع المدني التي لبت نداء الواجب وحضرت شكلنا النضالي “والذي إن دل على شيء فإنما يدل على تبني المجتمع المغربي بكل أطيافه لملفنا وقضيتنا، فما جودة التكوين الطبي إلا وجه لجودة تطبيب وصحة المواطن المغربي’”.

وأشارت إلى أن المقترح الوزاري-الحكومي “ممعن في التراجعات خاصة عن ما قدم في شهر يونيو من طرف الحكومة، إمعانا في إذلال الطلبة أو في احتقار مطالبهم أو الاستهانة بنضاليتهم أو التعويل على تقسيمهم والفت من عضدهم”، مؤكدة أن نسبة رفض المقترح الذي توصل به الطلبة عبر مؤسسة الوسيط للمرة الثانية، أزيد من 81,4٪؜.

واعتبرت أن ذلك “تأكيد أن طول أمد الأزمة لا يُفتِّرُ من عزيمة الطلبة بل يزيدهم إيمانا بمشروعية مطالبهم، وأن الحل الوحيد والأوحد لأزمة عمرت مليا هو التعاطي الجاد والمسؤول مع أسئلة الطلبة المشروعة بعيدا عن الحلول الترقيعية التي فيها تعميق لأصول المشكل لا حل له”.

وأمس الاثنين، أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أن عدد الطلبة المقاطعين لحدود دورة أكتوبر لا يتجاوز 41 في المئة وأن 60 في المئة اقتنعوا بالحوار المنطلق منذ شهر يونيو برجوعهم إلى مدرجات الدراسة، معتبرا أن “الحديث عن إشكالية سنوات الدراسة لم يعد مطروحا بحكم اعتمادنا للسنة السابعة اختياريا”.

واعتبر ميراوي، الذي كان يتحدث في جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الإثنين، أن”الحكومة قدمت في شهر يونيو عرضا شاملا يستجيب لمطالب الطلبة”، معتبرا أن “هذا العرض قدم عددا من الإجابات الصريحة للتساؤلات التي طرحها الطلبة وأعطى حلولا واقعية للإكراهات التي وقفنا عليها وحدد كل التدابير والإجراءات اللازمة من أجل ضمان أجرأة التزامات الحكومة في هذا الشأن”.

وأضاف المسؤول الحكومي أن “الفرق البرلمانية تدخلت في يوليوز الماضي، معارضة وأغلبية، للوساطة ومحاولة إقناع الطلبة بالرجوع إلى الكليات وإنقاذ السنة الجامعية”، مبرزا أن “من أجل التفاعل الإيجابي مع هذه الوساطة تمت برمجة دورات استثنائية لتمكين الطلبة من استكمال امتحاناتهم ومتابعة دراستهم بدورة 5 شتنبر المتعلقة بالفصل الأول ودورة 7 أكتوبر المتعلقة بالفصل الثاني”.

وسجل ميراوي أن “مؤسسة وسيط المملكة فتحت ملف طلبة الطب والصيدلة في أوائل شهر شتنبر وما زالت تشتغل عليه حاليا”، مشددا على أنه “من أجل دعم هذه المبادرة قدمت الوزارة كل الشروحات والتدقيقات المتعلقة بالعرض الحكومي المقترح في يونيو وأبلغت الوسيط بتجاوبها مع كل النقاط الواردة في الملف المطلبي مع تحديد المساطر الإجرائية المتخدة من طرف الإدارة من أجل تفعيل المقترح الحكومي”.

وبهذا الصدد، أضاف المسؤول الحكومي ذاته أنه “تمت تسوية ملف طلبة الصيدلة الذين استأنفوا الدراسة في حين ملف التسوية مع طلبة الطب ما زال مفتوحا”، مشيرا إلى أنه “هناك 4 نقاط ما زالت عالقة وهي مدة التكوين والعقوبات التأديبية ومكاتب الطلبة وبرمجة الإمتحانات”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية