الجزائر والإمارات.. تصدير الأزمات وعزلة “العسكر” الدولية تؤزم وضع تبون وشنقريحة !

في سيناريو مكرّر من لعبة إلقاء التهم والتهرب من المسؤولية، عادت الجزائر إلى أساليبها المعهودة في اتهام الآخرين بزعزعة استقرارها، بينما تكشف الوقائع أنها الدولة الداعمة للإرهاب والمتسببة في تصدير الفوضى إلى جيرانها. هذه المرة، وجّهت وسائل إعلام جزائرية موالية للنظام اتهاماتٍ للسفير الإماراتي في الجزائر، يوسف سعيد خميس، بزعم محاولته “زرع الفوضى”، في محاولة يائسة لإخفاء العزلة التي تعيشها الجزائر بسبب سياساتها المتهورة.

المفارقة الساخرة أن الجزائر، التي تتهم الإمارات بالسعي لزعزعة استقرارها، هي نفسها التي تدعم جماعات إرهابية في الساحل الإفريقي وليبيا، وتوفر ملاذاً آمناً للمتطرفين، بينما تُحارب أي جهود إقليمية لإحلال السلام. زيارة الوفد الإماراتي إلى مالي وبوركينا فاسو والنيجر، والتي وصفتها الجزائر بـ”المشبوهة”، لم تكن سوى خطوة دبلوماسية طبيعية لدولة تسعى لتعزيز الأمن والتنمية في المنطقة، في حين تفضل الجزائر اللعب بورقة الإرهاب والانقلابات لخدمة أجندتها المتهاوية.

السلطات الجزائرية، التي فقدت مصداقيتها تماماً، تتهم سفيراً بدوره الدبلوماسي بينما هي تتورط في دعم الميليشيات المسلحة وتقويض استقرار جيرانها. الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يتحدث عن “الفتنة” التي تشعلها الإمارات، ينسى أن بلاده هي من أشعلت نار الحروب الأهلية في مالي وليبيا عبر دعمها المباشر وغير المباشر للجماعات الإرهابية. تصريحاته الأخيرة ما هي إلا محاولة بائسة لتحويل الأنظار عن فشله الذريع في إدارة ملفات الأمن الإقليمي، والتي حولت الجزائر إلى دولة منبوذة إقليمياً ودولياً.

أما الساحة السياسية الجزائرية، فهي ليست سوى مسرح مهزلة يتناوب فيه العملاء والمنتفعون على إطلاق التصريحات العدائية ضد الإمارات، بينما تغرق البلاد في أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة. لويزة حنون، المرشحة الرئاسية التي تتهم الإمارات بـ”الخيانة”، تتناسى أن الجزائر هي من حوّلت نفسها إلى حليف للجماعات الإرهابية، بينما تقف الإمارات في الصف الأمامي لمحاربة التطرف.

حتى الإعلام الجزائري، الذي تحوّل إلى بوق دعاية للنظام، لم يعد يخجل من تلفيق الأخبار الكاذبة، كما حدث مع الخبر المزيف عن طرد السفير الإماراتي، والذي كشف زيف النظام وانعدام مصداقيته. هذه الحملات الإعلامية المسعورة ليست سوى محاولة يائسة لإخفاء حقيقة أن الجزائر أصبحت دولة معزولة، تُحارب جيرانها وتدعم الإرهاب، بينما ترفض أي تعاون إقليمي حقيقي لمواجهة التحديات المشتركة.

في النهاية، الجزائر التي تتهم الآخرين بالتآمر عليها، هي من يدفع ثمن سياساتها الفاشلة. العزلة الإقليمية والدولية التي تعيشها ليست سوى نتيجة طبيعية لخيارات النظام الجزائري، الذي فضّل التحالف مع الإرهاب على الانخراط في مسار السلام والتنمية. فهل سيتحرك العالم أخيراً لفضح دعم الجزائر للإرهاب، أم ستستمر هذه الدولة في تصدير الفوضى بلا حساب؟

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *