البوز” على حساب التلاميذ.. الرابطة تفضح استغلال الإعلام لامتحانات الباكالوريا وتطالب برد صارم

في موقف حازم وغير مسبوق، نددت الرابطة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب بما وصفته بـ “الاستغلال الإعلامي المبتذل لمعاناة تلاميذ الباكالوريا”، محذرة من خطورة اقتناص تصريحات عشوائية في لحظات توتر نفسي شديد خلال اجتيازهم لامتحانات الباكالوريا، وتحويلها إلى مادة للتهكم والإثارة.

 

الرابطة ترفع الصوت: كفى من التشويه

 

في بلاغ ناري توصلت بلبريس بنسخة منه، عبّرت الرابطة عن رفضها القاطع لما تقوم به بعض المنابر من “صناعة البوز” على حساب كرامة التلاميذ، عبر بث مقاطع تظهرهم في حالات ارتباك أو توتر، تحتوي أحياناً على عبارات خارجة عن السياق التربوي، وذلك بغرض تحقيق نسب مشاهدة عالية.

 

وأكدت الهيئة أن هذا السلوك غير المهني يُشكل تهديداً حقيقياً لحرمة المؤسسات التعليمية، كما يسهم في ترسيخ صور نمطية سلبية عن التلاميذ والمدرسة العمومية، ويدفع بالرأي العام إلى تكوين أحكام غير منصفة في لحظة فارقة من حياة آلاف التلاميذ.

 

مسؤولية الإعلام.. وسكوت الوزارة

 

وشددت الرابطة على أن ما يُمارس من ضغط إعلامي موجه على التلاميذ يربك تركيزهم ويشوّش على أجواء الامتحانات، مطالبة وزارة التربية الوطنية بـ”التحرك العاجل لحماية الفضاء التربوي”، من خلال إصدار مذكرة تنظيمية تمنع التصوير العشوائي أمام المؤسسات وتضبط العلاقة مع الصحافة.

 

كما حمّلت المسؤولية الكاملة للقنوات التي تروج لهذا المحتوى “المبتذل والخطير”، مطالبة المجلس الوطني للصحافة بـ”فتح تحقيق جاد حول هذه الانزلاقات، وإعمال مبدأ المحاسبة، وفقاً لأخلاقيات المهنة الإعلامية”.

 

أصوات تلاميذ.. أم ضجيج افتراضي؟

 

الرابطة عبرت عن استغرابها من تركيز الإعلام على “الطرائف والتهديدات” وتجاهل معاناة حقيقية يعيشها التلاميذ، منها صعوبات التنقل لحضور الامتحانات كما حدث في ابن جرير، داعية إلى محتوى إعلامي مسؤول يعكس التحديات الحقيقية التي يواجهها التلميذ المغربي، بدل تغذية السخرية والتهكم.

 

وأكدت أن أي خطاب تحريضي أو نشر لفيديوهات تسيء للمدرسة العمومية هو اعتداء مباشر على التنشئة السليمة وعلى السلم الاجتماعي، مشددة على ضرورة خلق وعي جماعي يحمي التلاميذ من الاستغلال، ويُرسخ ثقافة الاحترام والمسؤولية في كل الفضاءات.

 

دعوة للتوعية لا التهريج

 

وختمت الرابطة بلاغها بدعوة جميع الجمعيات التربوية المنضوية تحت لوائها إلى الانخراط في حملات تحسيسية قوية للتلاميذ، توضح مخاطر “التصريحات الارتجالية أمام الكاميرات”، وتُبرز ما قد تجره من عواقب نفسية واجتماعية، في وقت يُفترض فيه أن يكون الإعلام شريكاً في دعم المدرسة لا معولاً لهدمها.

 

“الإثارة لا تبرر الإهانة”… تلك هي الرسالة الواضحة التي بعثتها الرابطة، فهل تتحرك وزارة التربية؟ وهل يصحح الإعلام بوصلته؟

 

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *