جبهة “البوليساريو”.. ذراع إرهابية تهدد استقرار المنطقة وأوروبا تستعد للعقاب الرادع

في الوقت الذي تكشف فيه التحقيقات الأوروبية عن الصلات الخطيرة بين جبهة “البوليساريو” الانفصالية والشبكات الإرهابية العالمية، تبرز الحقيقة المرة لهذه الجماعة التي لم تعد تخفي طبيعتها العدائية. فما كان يُروَّج له كـ”حركة تحرير” تحول إلى أداة للدمار والتطرف، بتمويل جزائري وتواطؤ إيراني، هدفها زعزعة أمن المنطقة خدمة لأجندات مشبوهة.

لم تعد الأدلة خافية على أحد؛ فتحقيقات الاستخبارات الأوروبية كشفت عن تورط قادة “البوليساريو” في تمويل وتسهيل عمليات تنظيمات إرهابية مثل “القاعدة” و”جماعة دعم الإسلام والمسلمين”، فضلاً عن علاقاتها الوثيقة بميليشيات حزب الله وإيران. فكيف يمكن لداعمي هذه الجبهة أن يدعوا أنها تمثل “تطلعات الصحراويين” بينما هي تغذي الإرهاب وتسرق المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتاجين؟

الدول الأوروبية بدأت تفيق من غفلتها، فإغلاق مكاتب “البوليساريو” في فنلندا وسلوفينيا وهولندا ليس سوى البداية. فالقارة العجوز أدركت أخيراً أن هذه الجماعة ليست سوى واجهة للجريمة المنظمة والإرهاب، تختبئ وراء خطاب زائف عن “حقوق الإنسان” بينما تمول سفك الدماء. حتى المساعدات الدولية التي يفترض أن تصل إلى مخيمات تندوف تتحول إلى أموال تُستخدم في شراء الأسلحة وتمويل الميليشيات.

أما الدعم الجزائري المكشوف للبوليساريو، فهو دليل آخر على أن الجزائر تختار أن تكون شريكاً في زعزعة استقرار جيرانها بدلاً من أن تكون عاملاً للسلام. فبدل أن تستثمر في تنمية شعبها، تنفق مليارات الدولارات على ميليشيات انفصالية وإرهابيين، مما يجعلها طرفاً رئيسياً في تصدير التطرف إلى منطقة الساحل والصحراء.

السياسيون الأوروبيون والأمريكيون بدأوا يتحركون، فمطالبة النائب الفرنسي بيير هنري دومون بتصنيف “البوليساريو” إرهابية، وتصريحات النائب الأوروبي نيكولا باي التي تؤكد على علاقاتها المشبوهة مع حزب الله، كلها إشارات إلى أن العزلة تضيق على هذه الجماعة. حتى الكونغرس الأمريكي بات ينظر في إجراءات قانونية ضدها، مما يؤكد أن العالم لم يعد يصدق أكاذيبها.

لقد حان الوقت لكشف الحقيقة كاملة: “البوليساريو” ليست سوى ميليشيا مدعومة من نظام الجزائر وإيران، تعمل على تأجيج الصراعات وتدمير فرص السلام في المنطقة. فشلها الذريع في كسب أي اعتراف دبلوماسي واسع، وتآكل دعمها حتى في الدول التي كانت تتغنى بها، دليل على أن شعوب العالم لم تعد تنخدع بخطابها المزيف. الساحة الدولية بدأت تتخلص من هذه الجماعة الإرهابية، والمغرب، بدعمه للتنمية المستدامة في صحرائه، يثبت مرة أخرى أنه ركيزة الاستقرار في المنطقة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *