التوترات العالمية تلقي بظلالها: بورصة الدار البيضاء تسجل أسوأ تراجع منذ 2022

شهدت بورصة الدار البيضاء بداية أسبوع عصيبة، حيث افتتحت تداولاتها اليوم الاثنين وسط جو من الارتباك، متأثرة بموجة الاضطرابات العالمية التي فجّرها التصعيد الحاد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وسجل المؤشر الرئيسي للسوق، “مازي”، تراجعاً حاداً هو الأكبر منذ عام 2022، نتيجة لموجة التراجع العالمية التي تأثرت بتداعيات فرض رسوم جمركية جديدة.

وانخفض مؤشر “مازي” بأكثر من 4.40% ليصل إلى 16,473 نقطة، في تداولات أولية بلغت 100 مليون درهم. ويأتي ذلك في أعقاب التراجعات الحادة التي شهدتها الأسواق المالية الدولية.

وانطلقت موجة الصدمة من آسيا، حيث فتحت الأسواق التي كانت مغلقة جزئياً يوم الجمعة على انخفاضات حادة، قادتها بورصة هونغ كونغ التي هوت بأكثر من 13% في أسوأ جلسة لها منذ الأزمة الآسيوية عام 1997. وتبعتها في الهبوط أسواق طوكيو وشنغهاي وسيول وتايبيه. ولم تسلم أوروبا من هذا “الزلزال التجاري”، حيث تراجعت مؤشرات داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي بأكثر من 5% وسط حالة من البيع المكثف.

ويُعزى هذا الهبوط إلى إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المضي قدماً في استراتيجيته التجارية المتشددة، رغم إعلان بكين عن إجراءات انتقامية، مما أثار قلق المستثمرين من الدخول في دوامة مدمرة تهدد النمو الاقتصادي العالمي.

ودفع هذا التراجع الحاد مؤشر “مازي” للهبوط تحت مستوى 17 ألف نقطة الذي كان قد حافظ عليه منذ الشهر الماضي، مما قلص مكاسب البورصة منذ بداية العام إلى حوالي 11%، بعد أن كانت تقترب من 20% قبل تفجر أزمة الرسوم الجمركية.
ونتيجة لذلك، تراجعت القيمة السوقية للبورصة بنحو 40 مليار درهم مقارنة بإغلاق يوم الجمعة الماضي.

ويعكس هذا التراجع تأثر معنويات المستثمرين بالوضع الدولي المضطرب، الذي جعل التنبؤ بأرباح وإيرادات الشركات أمراً صعباً.

وقد هيمن اللون الأحمر على معظم أسهم الشركات المدرجة، باستثناء عدد قليل حقق ارتفاعات، مثل “مشروبات المغرب” و”سانلام المغرب” للتأمين و”مغرب أوكسجين”.
بينما تصدرت أسهم “أفما” للتأمين و”أوطو هول” للسيارات قائمة الأسهم المتراجعة.

ويتوقع أن تدفع هذه التداعيات المستثمرين نحو الأصول البديلة الأقل مخاطرة بعيداً عن الأسهم، مضيفين: “قد يعيد المستثمرون حساباتهم في ظل حالة عدم اليقين، وسط توقعات بارتفاع التضخم وتباطؤ النمو العالمي، ما سيؤثر على الشركات المغربية، وخاصة تلك التي تتعامل مع الأسواق الخارجية.” وأشارا إلى أن التحدي الأكبر يكمن في غموض مستقبل الحرب التجارية وآثارها.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *