تستعد القيادة الاتحادية لخوض واحدة من أبرز المحطات التنظيمية في تاريخ حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مع اقتراب موعد المؤتمر الوطني الثاني عشر المقرر انعقاده في 17 أكتوبر المقبل، وسط نقاش داخلي محتدم حول هوية الشخصية التي ستخلف الكاتب الأول الحالي إدريس لشكر.
وبينما لم يعلن لشكر رسميًا موقفه النهائي بشأن مغادرته القيادة أو رغبته في التمديد لولاية ثالثة، تعيش هياكل الحزب حالة انقسام بين تيارين: الأول يرى في استمرار لشكر ضمانة للنهج البراغماتي الذي تبناه الحزب خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في تعاطيه مع التوازنات السياسية الدقيقة؛ والثاني يدفع نحو إحداث تغيير على مستوى القيادة، لإعادة ضخ دماء جديدة في الحزب واسترجاع وهجه النضالي والتاريخي.
مصادر “بلبريس” أفادت بأن القيادي البارز حبيب المالكي يظل من الأسماء التي راجت أكثر من مرة في الكواليس لخلافة لشكر، لكنه لم يحسم موقعه في سباق القيادة، خاصة بعد توليه مناصب سامية في الدولة، وهو ما حال دون ترشحه في محطات سابقة.
في المقابل، تم استبعاد أسماء تاريخية أخرى مثل فتح الله ولعلو الذي لم يعد نشيطًا في الحياة الحزبية، بينما تروج أسماء أخرى أبرزها أحمد رضا الشامي، الذي يحظى بقبول داخل بعض دوائر الحزب لما يتمتع به من تجربة تقنية ورؤية تحديثية.
وفي انتظار اتضاح الصورة خلال الأسابيع المقبلة، تبدو الطريق نحو المؤتمر الوطني محفوفة بالتجاذبات الداخلية والمساومات التنظيمية، لا سيما في ظل حاجة الحزب إلى تجديد خطابه واستراتيجيته لاستعادة موقعه في المشهد الحزبي الوطني، بعد أن باتت قاعدته الانتخابية تعرف تراجعا ملموسًا.