بلبريس – ياسمين التازي
فيما يقترب المؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي من الانعقاد في بوزنيقة أيام 17 و18 و19 أكتوبر المقبل، يجد إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، نفسه في قلب عاصفة داخلية عنوانها “الاستمرار أو الرحيل”.
ورغم عدم حسم الحزب حتى الآن في هوية الزعيم القادم، إلا أن ملامح الانقسام الداخلي باتت واضحة. فالاتحاديون يعيشون حالة من الحيرة: هل يجددون الثقة في لشكر لولاية رابعة؟ أم يفتحون الباب أمام اسم جديد، حتى وإن كان من اختياره؟!
أنصار لشكر يتشبثون به كـ”رقم رابح”، مذكرين بإنجازاته في انتخابات 2021 التي وضعت الحزب في المرتبة الرابعة وطنياً، والأولى بين صفوف المعارضة، مؤكدين أنه لا يوجد بديل حقيقي له داخل هياكل الحزب.
في المقابل، تعلو أصوات داخلية معارضة تتهم لشكر بـ”تفريغ” الحزب من هويته الاتحادية، عبر استقطاب وجوه دخيلة مقابل وعود بمناصب مدفوعة، ما جعل البعض يصف الحزب بـ”الجثة الهامدة” التي لم تعد تنتج أفكاراً أو مشاريع سياسية.
الانتقادات لم تتوقف هنا، بل طالت طريقته “الزعامية” التي تعود لزمن الأحزاب الكلاسيكية في الستينيات، حيث الولاء للزعيم مقدم على النقاش السياسي، وسط تجاهل شبه تام لقضايا الشعب في المؤتمرات الجهوية التي تحوّلت إلى مهرجانات تمجيد لا أكثر.
وبينما يهاجم لشكر الحكومة ويتهمها بـ”التغول وإقصاء مناطق من التنمية”، يرى خصومه أنه يمارس نفس الأسلوب داخل الحزب، رافضاً التداول الديمقراطي على القيادة.
فهل ينجو لشكر من فخ الولاية الرابعة؟ أم أن الوردة ستتفتّح أخيراً على تغيير جذري بعد سنوات من الجمود؟ الأيام القادمة ستكشف إن كانت رياح المؤتمر ستحمل التغيير أم ستؤكد أن “الزعيم باقٍ إلى أجل غير مسمى”.