ماسك يحول منصته إلى سلاح ضد منتقديه.. وخبراء: الترهيب يقوض حرية التعبير

أثار إيلون ماسك، مالك منصة X ورئيس شركة سبايس إكس، جدلاً واسعاً باستخدام منصته كأداة للتشهير بمنتقديه، في نهج وصفه خبراء بأنه يقوض حرية التعبير والنقد البناء.

كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست تنشر بلبريس أهم ما جاء فيه، عن آخر حلقات هذا النهج، حيث استهدف ماسك ديلان هيدتلر-غوديت، الخبير الكفيف في Project on Government Oversight، بعد انتقاده لخدمة U.S. DOGE. نشر ماسك تغريدة ساخرة عن إعاقة هيدتلر-غوديت، واصفاً إياه بـ”المدير الكفيف لمجموعة ممولة من سوروس”، مما أطلق موجة من التعليقات المسيئة والكراهية حصدت أكثر من 21 مليون مشاهدة.

ويمتد سجل ماسك في استهداف منتقديه إلى ما قبل امتلاكه لمنصة X. ففي 2018، هاجم الصحفية إيرين بيبا بعد انتقادها له، مما أثار حملة مضايقات من أتباعه أطلقت عليهم اسم “MuskBros”. وبعد شرائه تويتر في 2022 وإعادة تسميته X، عزز ماسك قبضته على المنصة بتقليص فريق الثقة والأمان واستبدال التحقق المهني بـ”ملاحظات المجتمع”.

وصل الأمر إلى حد إجبار يوئيل روث، الرئيس السابق للثقة والأمان في X، على مغادرة منزله بعد موجة من المضايقات المعادية للسامية والمثليين، أثارتها تغريدة لماسك تتهمه زوراً بتأييد وصول الأطفال لخدمات البالغين.

ولم يسلم من هجمات ماسك حتى موظفي الحكومة. فقد استهدف آشلي توماس، مديرة تنوع المناخ في مؤسسة التمويل الإنمائي، متسائلاً عن تمويل راتبها من الضرائب. كما هاجم رجال إطفاء من الأقليات والنساء خلال حرائق لوس أنجلوس، متهماً سياسات التنوع بأنها “تعني موت الناس”.

يحذر ريان كالو، أستاذ القانون في جامعة واشنطن، من أن الجمع بين منصب حكومي وملكية منصة تواصل اجتماعي يمنح ماسك قدرة غير مسبوقة على تثبيط النقد. وتؤكد جيتا جوهار، أستاذة إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا، أن هذا النهج سيؤدي حتماً إلى تقليل الانتقادات المستقبلية خوفاً من التعرض للتنمر.

وتشير جوان دونوفان، أستاذة الصحافة في جامعة بوسطن، إلى أن تغريدات ماسك تعمل كـ”آلية تحفيز” لأتباعه البالغ عددهم 217 مليون متابع، تدفعهم للبحث عن معلومات شخصية عن الضحايا وشن هجمات إلكترونية ضدهم وإغراقهم بالمضايقات.

ورغم وصف هيدتلر-غوديت لسلوك مالك المنصة بأنه “طفولي”، إلا أنه يعبر عن قلقه من العواقب المستقبلية، مؤكداً أن ما يحدث على الإنترنت له تأثيرات حقيقية وخطيرة في الواقع.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *