تمويلات ضخمة وغيابات لافتة..المركز السينمائي يفرج عن اللائحة

في خطوة تعكس دينامية جديدة في توجيه الدعم العمومي للقطاع السينمائي، أعلن المركز السينمائي المغربي عن تمويل 23 مشروعًا سينمائيًا ضمن الدورة الثانية للجنة دعم الإنتاج، التي انعقدت ما بين 7 و17 يوليوز الجاري. وقد تجاوز الغلاف المالي المخصص لهذه الدورة 24 مليون درهم، في وقت أثار فيه غياب إحدى الشركات الأكثر حضورًا في السنوات الأخيرة، الكثير من التساؤلات داخل الوسط السينمائي.

بعيدًا عن الأرقام، جاءت نتائج هذه الدورة محمّلة بإشارات لافتة. فإلى جانب تنوع المشاريع المدعومة، سواء في صيغتها الروائية أو الوثائقية، برز غياب شركة “عليان للإنتاج”، التي يديرها المخرج نبيل عيوش، من لوائح المستفيدين، بشكل كامل. وهو غياب يُسجَّل لأول مرة منذ سنوات، بعد مسار طويل من الحضور المتواصل والدعم شبه الدائم في الدورات السابقة.

هذا الغياب طرح علامات استفهام حول المعايير الجديدة التي اعتمدتها اللجنة، وحول ما إذا كان ذلك يعكس تحوّلًا في الرؤية أو مجرد نتيجة طبيعية لتغير السياقات.

وعلى مستوى التفاصيل، ضمت قائمة المستفيدين أفلامًا روائية طويلة مثل “قصة حب في 10 أغنيات و3 حفلات زفاف وقبلة واحدة” للمخرج فوزي بن سعيدي، الذي حصل على 4 ملايين درهم، و”البقرة المقدسة” لأسماء المدير بمبلغ 3.5 ملايين درهم. كما ضمت القائمة أعمالاً أخرى لمخرجين مثل سعيد عازار، إلهام العلمي، ويونس رجب، في تنويعة تُظهر تعدد الرؤى والاتجاهات.

أما في خانة الأفلام القصيرة، فقد حصل فيلم “كتاب اليوم” للمخرج وليد لمحارزي علوي على دعم بـ160 ألف درهم، إلى جانب دعم لفيلمي “أصلال” و”من أنت؟”، ما يؤكد استمرار اللجنة في فتح المجال أمام التجارب الشبابية الجديدة.

فيما يخص دعم السيناريوهات، خصصت اللجنة مبالغ تراوحت بين 50 و100 ألف درهم لعدد من المشاريع، منها “ولد العطار”، و”العيطة عليه”، و”LE RETOUR”، إضافة إلى إعادة كتابة سيناريوهات مثل “موسم البرقوق” و”RHAZÈS”.

الوثائقيات بدورها وجدت لها مكانًا وازنًا في هذه الدورة، خاصة تلك التي تعنى بالثقافة والتاريخ والفضاء الحساني، حيث تم تمويل سبعة مشاريع، بينها “عطر الرمال”، و”بلغة أخرى”، و”ARATAA”، بميزانيات قاربت 750 ألف درهم.

وما يلفت في لائحة هذا العام أيضًا هو دخول شركات وأسماء جديدة إلى دائرة المستفيدين، إلى جانب حضور نسائي بارز سواء في خانة الإخراج أو الإنتاج، ما يعكس محاولة متجددة لتوسيع قاعدة الفاعلين في المشهد السينمائي، وضمان تنوّع تمثيلي يعكس تعددية المجتمع والثقافة المغربية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *