يبدو أن الترتيبات الداخلية داخل حزب التجمع الوطني للأحرار على صفيح ساخن بجهة الرباط سلا القنيطرة، حيث تبحث القيادة المركزية للحزب عن اسم جديد لتولي منصب المنسق الجهوي، خلفًا لسعد بنمبارك، المحامي والبرلماني المعروف، وزوج أسماء غلالو، عمدة الرباط السابقة.
التحركات الحالية تأتي في وقت حساس، إذ لم تُكشف لحد الساعة الأسباب الحقيقية وراء هذا التوجه، ما فتح الباب أمام تأويلات متعددة، بين من يربطه بإعادة هيكلة تنظيمية داخلية، ومن يرى فيه محاولة لإعادة ترتيب التوازنات قبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
الفيلالي في الواجهة
في ظل غموض القرار، يُطرح بقوة اسم حسن الفيلالي، عضو المكتب السياسي لـ”حزب الحمامة”، كأبرز المرشحين لتولي المنصب الجهوي. الفيلالي يتمتع بثقل تنظيمي وتجربة سياسية على مستوى الحزب والجهة، ما يجعله خيارًا مفضلًا لدى عدد من التجمعيين الراغبين في تجديد دينامية الحزب بالمنطقة.
مصادر من داخل الحزب أكدت أن هناك “نقاشًا داخليًا متقدما” بشأن تعيين الفيلالي، وأن القرار النهائي قد يُعلن قريبًا، ضمن تغييرات تنظيمية أوسع تشمل جهات أخرى أيضًا.
بنمبارك… الرحيل الصامت؟
سعد بنمبارك، الذي يحظى بتقدير جزء من القواعد التجمعية بالرباط، لم يصدر عنه أي تعليق رسمي بخصوص هذه التحركات. ويُطرح تساؤل إن كان التغيير المرتقب يدخل ضمن اتفاق ودي، أم أنه نتيجة عدم رضا القيادة عن أداء المنسقية في المرحلة السابقة، خاصة في ظل تراجع ملحوظ لحضور الحزب في العاصمة سياسيا وإعلاميا بعد مغادرة غلالو منصبها كعمدة.
حسابات انتخابية مبكرة
التغيير المفترض في قيادة الجهة يُقرأ في سياق استعدادات مبكرة من قبل حزب الأحرار للانتخابات المقبلة، خاصة في جهة حساسة سياسيًا وديموغرافيًا كالرباط سلا القنيطرة. إذ تسعى القيادة الوطنية إلى ضخ دماء جديدة وتعزيز موقع الحزب أمام منافسين بدأوا هم أيضا ترتيب أوراقهم.
بين التجديد والتوازنات
الرهان اليوم ليس فقط على اختيار منسق جهوي جديد، بل في ضمان توازن دقيق بين القيادات المحلية والكفاءات الصاعدة، وبين المحافظة على الانسجام الداخلي والحضور القوي في المحطات الانتخابية.
وتبقى الأيام المقبلة كفيلة بتوضيح اتجاه البوصلة داخل “الحمامة”، وما إن كان التغيير خطوة تكتيكية محدودة، أم مقدمة لإعادة هيكلة أوسع في بيت الأحرار.