انعقد بمدينة الرباط اجتماع مجلس إدارة مؤسسة دار الصانع، تحت رئاسة لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وبحضور ممثلي القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية والشركاء المؤسساتيين.
وفي كلمته الافتتاحية، ذكّر كاتب الدولة بأن الصناعة التقليدية تُعد من ركائز الهوية الثقافية للمملكة، وتجسد ثروة تراثية لا تقدر بثمن، وإبداعاً مترسخاً في الجهات، وحرفاً يدوية يتم تناقلها جيلاً بعد جيل. ويُعد هذا القطاع عنصراً مميزاً للمغرب على الصعيد الدولي.
كما أكد كاتب الدولة على أهمية دور دار الصانع كمؤسسة محورية في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية، من خلال تطوير آليات تسويق المنتوجات، والمساهمة في تثمين الموروث الثقافي والحرفي المغربي، والانفتاح على الشراكات الوطنية والدولية.
وأضاف “نحن مدعوون إلى تعزيز التنسيق وتوحيد الجهود لمواصلة تحقيق هذه المكتسبات، وتوسيع قاعدة الاستفادة لتشمل عدداً أكبر من الصناع والصانعات التقليديين، خاصة في العالم القروي”.
وقد نوه كاتب الدولة بالدور المحوري الذي تضطلع به مؤسسة دار الصانع في تنفيذ هذه الرؤية، من خلال ثلاث مهام رئيسية:
1. إنتاج المعلومات الاستراتيجية من خلال التقارير التحليلية، الدراسات القطاعية، وأدوات دراسة السوق لفائدة الفاعلين؛
2. مواكبة الفاعلين من خلال برامج لتقوية القدرات التقنية، التدبيرية، التجارية والرقمية؛
3. الترويج للصناعة التقليدية المغربية عبر آليات تسويق استراتيجية، حملات تواصلية هادفة، وحضور نشط في الأسواق الوطنية والدولية.
وقد تميزت سنة 2025 بحضور قوي للصناعة التقليدية المغربية في أبرز المعارض والصالونات الدولية، منها:
• صالون ديزاين “Salone del Mobile” بميلانو
• معرض باريس التجاري “Foire de Paris”
• معرض Shoppe Object بنيويورك
• معرض Index بالسعودية
• صالون Maison & Objet بفرنسا
إضافة إلى تنظيم عمليات ذات طابع مؤسساتي بشراكة مع التمثيليات الدبلوماسية للمغرب بعدد من الدول، من بينها الشيلي، بنما، موريتانيا، براغ ودرو (فرنسا)، مما ساهم في تعزيز إشعاع الصناعة التقليدية المغربية.
كما تم تنظيم لقاءات B2B مع مستوردين ومشترين دوليين بالمغرب، في إطار استراتيجية استهداف مباشرة وفرص ملموسة للعرض المغربي.
وفي إطار جهودها في مجال الذكاء السوقي، قامت مؤسسة دار الصانع خلال سنة 2025 بإنتاج ونشر تقارير تحليلية حول عدد من السلاسل (الفخار، الزرابي، الحلي)، وأسواق محورية (إسبانيا، الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا)، والتي تم وضعها رهن إشارة الفاعلين في تكامل مع برامج المواكبة.
وخلال الاجتماع أشاد المجلس بالنتائج الإيجابية المسجلة على مستوى التصدير، حيث عرفت صادرات الصناعة التقليدية المغربية ارتفاعاً بأكثر من 11% نهاية يونيو 2025 مقارنة بنفس الفترة من سنة 2024. وتصدرت كل من الولايات المتحدة، فرنسا، وتركيا قائمة الأسواق المستقبلة، فيما يعد الفخار والحجر، الزرابي، والملابس التقليدية أبرز المنتوجات المصدرة.
وصادق المجلس على إطلاق النسخة الثانية من البرامج الوطنية للمواكبة، والتي تعتمد على هندسة تقنية متقدمة، ومقاربة شخصية، وتشمل التكوين، التوسيم، التسويق، والمواكبة الرقمية.
والتي تستهدف:
• الصناع التقليديين المتميزين (برنامج التميز) في سلاسل الزرابي والفخار؛
• الوحدات التصديرية في إطار ميثاق التجارة الخارجية (2025–2027)؛
• الوحدات المُجمّعة من خلال برنامج المواكبة الموجه للفاعلين في التجميع.
واختُتم الاجتماع بالمصادقة على محطة بارزة في مسلسل إصلاح المؤسسة، وهي اعتماد الدليل الجديد للإجراءات والمساطر، الذي يهدف إلى تعزيز النجاعة، الشفافية، والحكامة الجيدة في تسيير مؤسسة دار الصانع، ضمن دينامية التحديث والتأهيل المستمر.