يستعد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، لتوجيه مراسلة رسمية إلى رؤساء الفرق البرلمانية، يدعو فيها أعضاء المجلس إلى الالتزام الصارم بمقتضيات النظام الداخلي، وخاصة ما يتعلق بضرورة احترام هندام يليق بالمؤسسة التشريعية، وذلك بعد تسجيل حالات وُصفت بـ”الغريبة” داخل قبة البرلمان.
الخطوة جاءت على خلفية موجة من الانتقادات أثارها حضور مستشارة برلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى القاعة قبل انعقاد الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة، وهي ترتدي سروال “جينز” وحذاءً ذا كعب عالٍ. المشهد لم يمرّ مرور الكرام، حيث عبّر عدد من البرلمانيين، من مختلف الفرق، عن استيائهم مما اعتبروه استخفافًا برمزية المجلس ومكانته الدستورية.
وتشير مصادر من داخل مجلس المستشارين إلى أن رئيس الغرفة الثانية يعتبر أن احترام الزي ليس مجرد مسألة شكلية، بل يعكس هيبة المؤسسة ويعزز من صورتها أمام الرأي العام، خصوصًا مع تزايد الانتقادات الشعبية لأداء النخب السياسية.
ومن المنتظر أن ترافق المراسلة دعوة لإعادة التذكير ببعض المواد القانونية المنظمة للعمل داخل المجلس، والتي تنص على ضرورة التقيد بالسلوكيات والأعراف المؤسسية، في وقت تتصاعد فيه الأصوات المنادية بضبط المظاهر داخل قبة البرلمان لتكون أكثر انسجامًا مع قدسية المهام المنوطة بها.
وبينما يرى البعض أن الجدل مبالغ فيه ويخفي أحيانًا نوايا سياسية، يؤكد آخرون أن البرلمان ليس فضاءً عادياً، بل عنوان دولة، يجب أن يُحترم في كل التفاصيل.