في خطوة حاسمة لإنهاء التوتر التنظيمي بإقليم الناظور، تمكن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من نزع فتيل صراع مرير بين وجهين بارزين في الحزب بالمنطقة: محمد أبركان، البرلماني المخضرم، وسليمان أزواغ، رئيس جماعة الناظور.
المؤتمر الإقليمي للحزب، الذي انعقد في أجواء مشحونة طبعها الاحتقان والاتهامات المتبادلة، كاد يتحول إلى ساحة مفتوحة للانقسامات، لولا تدخل مباشر من القيادة الحزبية. إذ اختار لشكر، بأسلوب يزاوج بين الحسم والاحتواء، فرض تسوية تنظيمية “ذكية”، تم بموجبها انتخاب محمد أبركان كاتبًا إقليميًا للحزب، في حين أُسند منصب نائب الكاتب لغريمه السياسي أزواغ.
وتشير مصادر من داخل المؤتمر إلى أن لشكر لم يتوان في استعمال لهجة صارمة لإخماد الاحتجاجات التي أثارها أنصار “الشيخ أبركان”، ملوّحًا باحترام المساطر القانونية ومقتضيات النظام الداخلي لضمان انضباط الجميع لقرارات القيادة.
هذه الصيغة التوافقية، التي وُصفت داخل الكواليس بـ”الحل المزدوج”، مكّنت من تهدئة الأجواء وضمان استمرار هيكلة الحزب بالإقليم، في أفق التحضير للمؤتمر الوطني المنتظر. ويرى متابعون أن تدخل لشكر جسّد خبرته الطويلة في إدارة التوازنات الداخلية، وقدرته على تطويق الأزمات داخل البيت الاتحادي.
ومع أن الخلافات بين أبركان وأزواغ تعود إلى سنوات وتغلغلت في تفاصيل المشهد المحلي، إلا أن هذا التوافق التنظيمي الأخير قد يكون مقدمة لتهدئة دائمة أو مجرد هدنة ظرفية فرضتها ضرورات المرحلة الانتخابية المقبلة.