حين يضع صاحب الجلالة ثقته في أحد الأطر الوطنية، فذلك لا يكون بمحض الصدفة، بل بناءً على سجل مهني طويل، وتجربة ميدانية أثبتت نفسها في محطات متعددة.
من هذا المنطلق، يأتي تعيين هشام المدغري العلوي عاملاً على إقليم خريبكة ليضيف لبنة جديدة إلى مساره الحافل في خدمة الإدارة الترابية.
مهندس بنَظرة استراتيجية:
ينتمي هشام المدغري العلوي إلى جيل جديد من المسؤولين الذين جمعوا بين التكوين العلمي الدقيق والرؤية التدبيرية المتوازنة. هو خريج المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، وهي إحدى أبرز المؤسسات الوطنية في مجال تكوين النخب الهندسية، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد.
فقد توّج مساره الأكاديمي بماستر في الهندسة الاستشارية من مدرسة البوليتكنيك العريقة في باريس، إلى جانب دبلوم في استغلال وسائل الاتصال من المدرسة العليا للاتصالات بالرباط. تركيبة علمية تعكس تعدد الكفاءات التقنية والبشرية التي راكمها الرجل منذ بداياته.
من الميدان إلى الإدارة:
بدأ هشام المدغري العلوي مسيرته المهنية داخل مؤسسة اتصالات المغرب سنة 2002، كمهندس يشتغل على الأرض في واحدة من أكثر القطاعات تطورًا وتحولًا. غير أن طموحه وحسّه التدبيري دفعاه سريعًا إلى المضي نحو مهام أكبر.
ما بين 2011 و2014، تولى مهمة إدارة المركز الجهوي للاستثمار بجهة الغرب الشراردة بني احسن، حيث انخرط في دينامية دعم المقاولات وتحفيز الاستثمار، في مرحلة كان فيها هذا الورش يعرف إعادة هيكلة على المستوى الوطني.
ومن هناك، انتقل إلى العمل الترابي المباشر، حيث تولى منصب عامل إقليم مديونة لخمس سنوات (2014 – 2019)، ثم انتقل إلى إقليم المحمدية (2019 – 2024)، حيث بصم على حضور ميداني فاعل وتدبير إداري راكم فيه تجارب دقيقة في الملفات الاجتماعية والتنموية.
حياة متزنة ومسار متكامل:
من مواليد سنة 1975، يبلغ هشام المدغري العلوي من العمر 49 سنة. وفي هذا العمر، يكون قد راكم ما يكفي من التجربة والحكمة، وما يكفي أيضًا من الدينامية للاستمرار في خدمة الشأن العام بمنطق الاستباق والاستدامة.