لم تَخْلُ الدورة العشرون من مهرجان “موازين إيقاعات العالم” من الإشكالات التنظيمية وسوء تدبير الفعاليات، ما ألقى بظلاله على سمعة المهرجان الذي لطالما ارتبط بالترويج للفن والثقافة، في بلد يُعد من أبرز المراجع الثقافية في المنطقة.
حفل الفنان العراقي كاظم الساهر، الذي احتضنه مسرح محمد الخامس بالرباط مساء أمس، تحوّل إلى تجربة محبطة لجمهور واسع اقتنى التذاكر طمعًا في سهرة فنية راقية، كان يُفترض أن تكون من أبرز محطات المهرجان. إلا أن الفوضى التنظيمية طغت على الحدث، ما أفسد الأجواء وأثار استياء الحاضرين.
منذ اللحظات الأولى لصعود “القيصر” إلى الخشبة، بدا عليه الانزعاج بسبب ضعف الإمكانيات التقنية واللوجستية، في مقدمتها غياب التكييف ومشاكل الصوت التي أثّرت على جودة أدائه وتواصله مع الجمهور.
امتلأت القاعة عن آخرها قبل ساعة من انطلاق الحفل، واضطر العشرات للوقوف أو الجلوس على الأرض في غياب تام لتنظيم المقاعد أو التحكم في عدد الحضور، ما جعل الأجواء خانقة داخل قاعة تفتقر إلى التهوية الملائمة، وتحوّلت إلى فضاء حار تسبب في انزعاج واضح للجمهور.
على المستوى التقني، عانى الحفل من ضعف جودة الصوت، إذ بدا النظام الصوتي غير ملائم لمكان الحفل، ما انعكس على الأداء العام وتفاعل الفنان. كما اشتكى عدد من الحضور من ضعف الإضاءة وسوء تنظيم عمليات الدخول والخروج، في مشهد لا يرقى إلى مستوى مهرجان يُروّج له على أنه من أكبر التظاهرات الموسيقية في العالم.
ورغم هذه العراقيل، أبدع كاظم الساهر في أداء مجموعة من أشهر أغانيه التي ردّدها معه الجمهور بحماسة من البداية إلى النهاية، في ليلة طبعتها مشاعر الفرح والتصفيق والهتافات، لكن ظلّت منقوصة بسبب جوانب تنظيمية أثارت الكثير من علامات الاستفهام حول جاهزية المهرجان في دورته الحالية.