“نحو مستقبل مهني واعد”.. الجامعة الدولية بأكادير تنجح في تنظيم النسخة الثالثة لملتقى العمل

 

في أجواء حماسية وتفاعلية، احتضنت الجامعة الدولية بأكادير، يوم السبت 24 مايو 2025، فعاليات النسخة الثالثة من “ملتقى العمل”، هذا الحدث السنوي الهام، الذي بات علامة فارقة في أجندة الجامعة وجهة سوس ماسة، يهدف إلى نسج خيوط تواصل متينة ومثمرة بين خريجي وطلبة الجامعة من جهة، والنسيج المقاولاتي والمؤسسات الرائدة الباحثة عن كفاءات شابة وطموحة من جهة أخرى.
وشهدت هذه الدورة إقبالاً استثنائياً ومشاركة رفيعة المستوى من طرف عدد واسع من الفاعلين في سوق الشغل، وهو ما رسّخ مكانة الملتقى المتصاعدة كحدث محوري على مستوى الجهة، فمنذ اللحظات الأولى لانطلاق الفعاليات، تحولت أروقة الجامعة وفضاؤها العام إلى مشهد ينبض بالحياة، أشبه بخلية نحل لا تهدأ، حيث اصطفت بعناية فائقة منصات عرض لعشرات الشركات الوطنية والعالمية الرائدة، مقدمةً بانوراما شاملة للقطاعات الاقتصادية الحيوية: من دقة الهندسة وتفرعاتها، إلى آفاق تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، مروراً بابتكارات التسويق والاتصال، وأسس الإدارة المالية وتنمية الموارد البشرية، وصولاً إلى حيوية قطاعي السياحة والضيافة، وتنوع الصناعات التحويلية والخدمات المساندة.
ولم تقتصر هذه المنصات على كونها مجرد واجهات تعريفية، بل كانت بمثابة جسور تواصل حية وتفاعلية، أتاحت للطلبة والباحثين عن فرصهم المهنية نافذة ثمينة لاكتناه متطلبات سوق العمل الحالية وتوجهاته المستقبلية، وتقديم ملفاتهم الشخصية بثقة، وخوض تجربة المقابلات الأولية، بالإضافة إلى الانخراط البنّاء والمثمر في ورش عمل متخصصة، ركزت على تزويدهم بأحدث آليات البحث عن وظيفة، واستراتيجيات تعزيز الكفاءات الذاتية والمهنية، وإتقان فنون ومهارات اجتياز المقابلات بنجاح لافت.
وفي تصريح له أكد الرئيس المؤسس للجامعة الدولية بأكادير، عزيز بوسلخن، على الدور المحوري للملتقى، قائلاً: “إن النسخة الثالثة لملتقى العمل هي تجسيد لالتزامنا العميق بربط مخرجاتنا الأكاديمية باحتياجات سوق الشغل المتجددة، رسالتنا في الجامعة لا تنحصر في تقديم تكوين علمي رفيع المستوى، بل تمتد لتشمل مرافقة طلبتنا وتأهيلهم لولوج عالم الشغل بثقة واقتدار. هذا الملتقى يمثل منصة استراتيجية لتمكين شبابنا بالأدوات والمعارف اللازمة لتحقيق طموحاتهم المهنية، والمساهمة بفعالية في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية لجهتنا وبلدنا.”
من جانبهم، عبر ممثلو الشركات والمؤسسات المشغلة المشاركة في الملتقى عن ارتياحهم العميق لمجريات الحدث وجودة التنظيم، وأجمعوا في تصريحات متفرقة على أهمية هذه المبادرة التي تسهل عليهم عملية استقطاب الكفاءات الشابة والمؤهلة، وأشاروا إلى أن هذا النوع من الملتقيات يعد منصة مثالية لهم كأرباب عمل للتواصل المباشر مع خريجي وطلبة الجامعات، والتعرف عن كثب على مهاراتهم وطموحاتهم، مشددين أنهم لمسوا مستوى متميزًا من الإعداد الأكاديمي والجدية لدى المترشحين، وهو ما يعكس جودة التكوين بالجامعة الدولية بأكادير، مؤكدين أن هذه الفعاليات تساهم بشكل كبير في تقريب وجهات النظر بين المجال الأكاديمي وسوق الشغل، وتوفر فرصة قيمة لتحديد المواهب التي يمكنها أن تساهم بفعالية في نمو وتطور مؤسساتنا.”
أما الطلبة والباحثون عن عمل، فقد وجدوا في الملتقى فرصة لا تعوض، وأجمعوا في انطباعاتهم على أن الملتقى شكل منصة حيوية للتواصل المباشر مع عالم الشغل، من خلال التمكن من استكشاف الفرص المتاحة، والتعرف على توقعات المشغلين، وتقديم أنفسنهم بشكل احترافي، معتبرين أن هذه التجربة ملهمة ومحفزة، زودتهم بالكثير من المعلومات القيمة والمعنويات العالية لمواجهة تحديات سوق العمل، مشددين على أن هذه التجربة قدمت لهم أدوات عملية لتعزيز مهاراتهم البحثية والتنافسية، معبرين أنهم أصبحوا اليوم أكثر استعدادًا وثقة للانطلاق في مساراتهم المهنية.
وقد تضمنت فعاليات الملتقى أيضًا جلسات توجيهية قيمة ونقاشات مفتوحة ثرية، تمحورت حول استشراف مستقبل المهن في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة، وتأثير الذكاء الاصطناعي والأتمتة على سوق العمل، وتناولت هذه النقاشات بعمق التحديات التي تواجه الشباب في سوق العمل الحديث، مثل ضرورة اكتساب المهارات الرقمية، وتنمية القدرة على التكيف والمرونة، وأهمية التعلم المستمر لمواكبة التغيرات المتلاحقة.
ومع إسدال الستار على فعاليات النسخة الثالثة لملتقى العمل، ساد جو من التفاؤل بتحقيق نتائج إيجابية وملموسة، تتمثل في توفير فرص عمل وتدريب نوعية للمشاركين، لتؤكد الجامعة الدولية بأكادير، مرة أخرى، على دورها الفاعل والمحوري في تأهيل الكفاءات ودعم التشغيل، متطلعة إلى تنظيم دورات مستقبلية أكثر إشعاعاً وتأثيراً، خدمة لشباب الوطن وتنميته.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *