خرج الفنان المغربي ونجم فن العيطة، حجيب فرحان، عن صمته ليرد على ما راج من أخبار بخصوص تعرضه لوعكة صحية واعتقاله خلال حفله الأخير بمدينة آسفي.
وفي تصريح صحفي أمس، نفى حجيب بشكل قاطع كل الشائعات التي تحدثت عن نقله إلى المستشفى بسيارة إسعاف أو توقيفه من طرف السلطات، مؤكدا أن لا أساس لها من الصحة.
وأكد حجيب أنه استمتع بالغناء أمام جمهور آسفي الذي حضر بكثافة، مشيرًا إلى أنه تجاوز الوقت المحدد للحفل بأكثر من نصف ساعة استجابة لطلب الجمهور، رغم الإرهاق وحرارة الطقس، وهو ما تسبب له في تعب جسدي طبيعي.
كما كشف الفنان كواليس اللقاء الصحفي الذي جمعه ببعض المنابر المحلية، حيث أشار إلى أن أحد الصحفيين طرح عليه سؤالًا مستفزًا حول ما إذا كانت آسفي مدينة أم قرية، وهو ما اعتبره غير لائق وأثار استياءه.
وانتقد حجيب ما وصفه بـ”أشباه الصحفيين” الذين حضروا الحفل، مؤكدًا أنهم تجاهلوا الحديث عن نجاح التظاهرة وحماس الجمهور، وفضلوا بدلاً من ذلك نشر أخبار كاذبة أثارت القلق في صفوف عائلته وأحبائه.
وفي سياق آخر احتضن أمس الأحد مسرح محمد الخامس بالرباط النسخة الثانية من “ليلة العيطة”، الحدث الفني الذي يواصل ترسيخ مكانته كتقليد سنوي مخصص للاحتفاء بأحد أعرق أشكال الغناء الشعبي المغربي.
التظاهرة شهدت إقبالاً جماهيريًا لافتًا، وشكلت فرصة نادرة لتلاقي أجيال مختلفة حول فن العيطة، في مشهد يعكس حضور هذا اللون الفني في الوجدان الشعبي وامتداده الثقافي العميق.
المنظمون حرصوا على استحضار أجواء البادية المغربية داخل فضاء المسرح، من خلال نصب خيمة تقليدية مزينة بإكسسوارات مستوحاة من الحياة القروية، مثل السروج والمكاحل والأواني التقليدية، ما منح الحفل طابعًا تراثيًا خاصًا نقل الجمهور في رحلة بصرية إلى مناطق كـ سيدي بنور وحوز مراكش.
السهرة الفنية جمعت بين ثلاثة أجيال من فناني العيطة هم مجموعة “لمخاليف” قدّمت العيطة الحوزية بطابعها الأصيل، الفنان عبدو جغالف أبدع في أداء العيطة الزعرية ممثلًا الجيل الجديد، والشيخ جمال الزرهوني الذي تألق بوصلة من العيطة العبدية، مؤكداً مكانته كأحد أبرز رواد هذا الفن.
واختُتم الحفل بعرض للفنان حجيب، الذي أشعل الأجواء وتفاعل معه الجمهور بحرارة كبيرة، في لحظة أكدت استمرار العيطة في التجدّد دون أن تفقد جذورها.
وفي تصريح بالمناسبة، أكد المنتج محمد السعودي، الشريك في تنظيم الحفل إلى جانب الفنان حجيب، أن “ليلة العيطة” أصبحت تقليدًا ثقافيًا سنويًا يسعى لإعادة الاعتبار للفنون الشعبية المغربية، داعيًا إلى تعميم مثل هذه التظاهرات على فنون تراثية أخرى مثل “الركادة”، و”البلدي”، و”رقصة السيف”، و”البرانص”، وغيرها من الألوان الفنية التي تشكل ثروة ثقافية مغربية أصيلة.