وجدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية نفسها في وضع دقيق بعد التطورات الأخيرة المرتبطة باستهداف إيران لقواعد أمريكية في قطر، وفق ما كشفت عنه مصادر مطلعة داخل الحزب لـ”بلبريس”.
وأوضحت المصادر ذاتها أن قيادة الحزب لم تكن تعتزم إصدار أي بيان رسمي بخصوص الضربة الإيرانية، مفضّلة التريث وتفادي الخوض في صراعات إقليمية معقدة، لاسيما أن أطرافها ليست إسرائيل، إذ أن قيادات الحزب ترى في تصرف إيران خطأ بالغ الخطورة، وأن الأمر كان يجب أن يقتصر في حق دفاعها عن النقس والرد بالمثل على الهجوم الإسرائيلي، وتفادي استهداف الأراضي القطرية.
وحسب نفس المصادر، أن المستجدات التي تلت الحدث، وعلى رأسها البلاغ الصادر عن وزارة الخارجية المغربية الذي عبّر عن تضامن الرباط مع الدوحة، إضافة إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك محمد السادس مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وضعت الحزب أمام ضرورة تعديل موقفه.
وأكدت المصادر أن هذه التطورات الرسمية كانت بمثابة “رفع للحرج” عن الحزب، الذي وجد نفسه مجبراً على التفاعل السياسي مع الحدث، ولو بشكل محدود.
وتم اتخاذ قرار التفاعل داخل دائرة ضيقة من الأمانة العامة، تمثلت في مجموعة مصغرة تضم الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران، ونوابه، ورئيس الفريق النيابي بالبرلمان، ورئيس المجلس الوطني، حيث اقتصر النقاش والتشاور بينهم على تطبيق “واتساب”.
وأصدرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، يوم أمس الاثنين، بياناً بشأن الاعتداء الذي شنته القوات العسكرية الإيرانية على “قاعدة العديد” في دولة قطر الشقيقة.
وأكد الحزب في بيانه تضامنه الكامل مع الشعب القطري، معبراً عن إدانته الشديدة لهذا الاعتداء السافر الذي ينتهك سيادة دولة قطر وأمنها. وشدد البيان على أن الرد الإيراني على ما تتعرض له من اعتداءات على سيادتها وأراضيها لا يبرر بأي حال من الأحوال خرق سيادة دولة عربية لا علاقة لها بالصراع العسكري (الصهيوني-الأمريكي)، الذي يرفضه الحزب ويدينه بشدة.
وأشار الحزب إلى أن الظروف الراهنة تستدعي تحركاً عاجلاً وقوياً من الدول العربية والإسلامية، لاستثمار كافة الوسائل السياسية والدبلوماسية من أجل وقف هذه التطورات الخطيرة. ودعا البيان إلى الضغط الدولي لإيقاف العدوان المستمر على فلسطين، وبالأخص قطاع غزة، الذي يشهد إبادة جماعية وحصاراً وتجويعاً وظلماً من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعتبر المصدر الأساسي لعدم الاستقرار والتصعيد العسكري الخطير الذي يهدد الأمن والسلم العالميين.
وجاء في البيان أن هذه المواقف تعكس موقف حزب العدالة والتنمية الثابت في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية، والدفاع عن سيادة الدول العربية وحق الشعوب في الأمن والسلام.