في خطوة تعكس توسعها المستمر في المغرب، أعلنت شركة “الموارد المعدنية الحرجة” البريطانية المتخصصة في قطاع التعدين عن توقيع اتفاقية للاستحواذ على حصة تبلغ نحو 60% في مشروع جديد لاستخراج النحاس والفضة بالمملكة. ولم تكشف الشركة عن التفاصيل المالية للمشروع أو اسمه، وفقاً لما أفادت به وكالة “إيكوفين” المتخصصة.
يستهدف المشروع استكشاف وتأكيد احتياطيات تتراوح بين 150 و200 ألف طن من النحاس، مع نسبة تركيز تقدر بـ 1.2%، على أن تبدأ أولى عمليات الحفر في الموقع خلال الربع الثالث من عام 2025. كما أشارت الوكالة إلى أن الشركة قد تطلق حملة لتقييم وجود موارد استراتيجية أخرى بالتوازي مع عمليات الحفر.
يذكر أن المغرب يوفر بيئة تنظيمية جاذبة لقطاع التعدين، حيث صنف تقرير معهد “فريزر” المملكة كأفضل وجهة للاستثمار التعديني في إفريقيا عام 2022، قبل أن تحتل المرتبة الثانية في عام 2023. وتدير “الموارد المعدنية الحرجة” حالياً مشروع “إيكلي” للنحاس في إقليم تارودانت، الذي حصلت عليه العام الماضي، إلى جانب تراخيص استكشاف إضافية في مناطق “ميسطة” و”إيغرم” و”إفري”، والتي تركز أيضاً على رواسب النحاس والفضة.
في سياق متصل، من المتوقع أن يسهم هذا الاستثمار الجديد في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لساكنة إقليم تارودانت، حيث سيوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، سواء في مراحل الاستكشاف أو الإنتاج المستقبلي. كما يمكن أن ينعكس إيجاباً على البنية التحتية المحلية وقطاعات الخدمات المرتبطة، مما يعزز من دينامية الاقتصاد الإقليمي. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق الاستفادة المتبادلة بين المستثمرين والسكان المحليين، مع الأخذ بعين الاعتبار المعايير البيئية والاجتماعية لضمان استدامة المشروع.