في خطوة احترازية تهدف إلى حماية الصحة العامة وضمان السلامة الغذائية، علّقت المملكة المغربية، إلى جانب مجموعة من الدول، مؤقتًا استيراد لحوم الدواجن من البرازيل، عقب تسجيل حالات من إنفلونزا الطيور في بعض مناطق هذا البلد اللاتيني. وجاء هذا القرار، وفق ما أعلنته وزارة الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلية، في إطار تفاعل سريع مع تطورات الوضع الصحي المرتبط بهذا المرض الفيروسي شديد العدوى.
وأوضحت الوزارة البرازيلية أن هذا الإجراء شمل كافة التراب البرازيلي من طرف دول متعددة، أبرزها المكسيك وكوريا الجنوبية وكندا وأوروغواي والصين والمغرب وباكستان. في المقابل، اكتفت دول أخرى مثل البحرين وبريطانيا بفرض حظر جزئي يقتصر على ولاية “ريو غراندي دو سول” التي ظهرت بها بؤرة التفشي.
وأكد البيان أن قائمة الدول المعلّقة لاستيراد الدواجن تبقى متغيرة ويتم تحيينها بشكل يومي، بالتزامن مع مشاورات متواصلة بين السلطات البرازيلية وشركائها التجاريين، كما شددت الوزارة على التزامها بنشر آخر المستجدات على موقعها الرسمي تعزيزًا لمبدأ الشفافية.
البرازيل تدافع عن منظومتها الصحية
وفي مؤتمر صحفي عقد بداية الأسبوع الجاري، حاول كارلوس فافارو، وزير الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلي، طمأنة الأسواق الدولية، مؤكدًا متانة النظام الصحي البيطري ببلاده وقدرته على احتواء التفشي. وأشار إلى أن الحكومة الفيدرالية سارعت إلى اتخاذ إجراءات ميدانية فعالة لاحتواء الحالات والحد من انتشارها، مشيدًا بالشفافية المعتمدة في إدارة الأزمة.
ودعا الوزير إلى اعتماد نهج التوزيع الإقليمي للحالات بدل فرض حظر وطني شامل، موضحًا أن دولًا كفرنسا والولايات المتحدة تبنت نفس النهج في حالات مشابهة، وأن “إثبات السيطرة المحلية على البؤر يتيح اقتراح بروتوكولات بديلة لتفادي الإغلاق الكلي للصادرات”.
احتواء التفشي في صلب الاهتمام الدولي
من جهته، أكد كاتب الدولة المكلف بالزراعة، كارلوس جولات، أن الجهود الحكومية متواصلة لتطهير المزارع المصابة، مضيفًا أن “نقطة الصفر” لاحتساب فترة الأمان تبدأ بعد آخر حالة إصابة، حيث يُشترط مرور 28 يومًا دون تسجيل أي تفشٍّ جديد حتى تتمكن السلطات من إعلان خلو المنطقة من المرض.
وشدد المسؤول نفسه على أن هذا النهج لا يعزز فقط ثقة الشركاء الدوليين في جودة النظام الصحي البرازيلي، بل يمثل أيضًا خطوة أساسية نحو استعادة انسيابية الصادرات.
وفي السياق ذاته، أفاد مارسيل موريرا، المكلف بالتجارة والعلاقات الدولية، أن 20 دولة من أصل نحو 160 دولة وقّعت بروتوكولات مع البرازيل بشأن استيراد لحوم الدواجن، أوقفت مؤقتًا وارداتها بسبب الوضع الصحي الراهن.
المغرب يتفاعل سريعًا… والأسواق تترقب
ويأتي القرار المغربي في سياق نهج وقائي ينسجم مع معايير السلامة الدولية، في ظل ترقب لمدى نجاعة التدابير البرازيلية في محاصرة التفشي. ويرى مراقبون أن هذا التعليق قد يفتح بابًا أمام المغرب لمراجعة تدفقاته التجارية في قطاع الدواجن، وتعزيز الإنتاج المحلي أو تنويع مصادر الاستيراد.
ويبقى الوضع مرهونًا بتطورات الحالة الوبائية في البرازيل، وبالقرارات التي ستتخذها الدول الشريكة في قادم الأيام، في ظل رهان مشترك على موازنة المصالح التجارية ومتطلبات السلامة الصحية.