مجموعة من الباحثين المحايدين يكتبون ….حتى نكون منصفين تجاه حكامة التعليم العالي

 

على الرغم من الدينامية الايجابية والفعالة غير المسبوقة على ارض الواقع والمتعلقة بالحكامة الحالية للتعليم العالي في المغرب، فاننا نشهد بين الحين والاخر خرجات غير متناسبة تستهدف هذه الحكامة وتشخصنها لدرجة تجعل الكل مقتنعا ان مصدر هذه الخرجات لا يعدو ان يكون مجموعة متضررين من الوضع الحالي كانوا يستفيدون كثيرا من الريع من داخل مناصب المسؤولية التي فقدوها ،ويتمنون بشدة توقيف مسار الحكامة الحالية وارجاع دار لقمان الى حالها.

الحلم بالرجوع لمناصب المسؤولية معلق عند اصحاب الامتيازات السابقة حسب اعتقادهم الريع الذي عطل التنمية لسنوات انتهى بدون رجعة. بالتعديل الحكومي. ما يجب ان يعلمه هؤلاء ان مغرب المؤسسات لن يتوقف قطاره وان عهد التعليم العالي المغربي يستحق نقاشا جادا ومفتوحا ينصف ما يجب انصافه وينتقد ما يجب انتقاده.

هناك جزء مهم من نقاش اعلامي مجتمعي موجه لوزير التعليم العالي عبد اللطيف الميراوي بشكل غير مسبوق ببلادنا في مناسبات جد محددة ومنعطفات زمنية مختارة بعناية
كبيرة، لا يختلف اثنان عاقلان حول وضوح أهدافها وتطلعاتها كما لا يخفى على الجميع أن مجموعة كبيرة من اصحاب الراي والفكر والثقافة من عالم التعليم العالي، ومن خارجه تتحفظ
بشدة على الإدلاء برأيها الموضوعي مخافة سهام التصنيف التي تنتظر كل من يكتب أو يتحدث التعليم العالي. بشكل مخالف لتتوجه له أمواج الانتقادات اللاذعة والمزايدات التي تخدم كل شيء الا مصلحة لا نحتاج لاكثر من التعبير عن الحقيقة كما يؤمن بها اغلب من ينتمون للتعليم العالي وربما كثيرون من خارجه لكنهم صامتون.

الموضوع الجوهري ليس في حقيقة الامور في الدفاع عن إنجازات الوزير الميراوي او الاختلاف معه فكل موقف سيكلف القيل والقال والتأويل والتجريح والتصنيف. المشكل الحقيقي هو ماذا نريد بالضبط من تعليمنا وهل نريد الاشتغال بالمقاربةالاستراتيجية ام بارضاء الخواطر والمزايدات.كثيرة هي المواقف التي انصفت الوزير الميراوي من حيث لا تدري وهي تحاول تجنب الحديث عن انجازاته الكثيرة وتحجبها عن العموم وهي التي تمت في زمن قياسي يستحق التشجيع.
وبالمقابل يتم التركيز بشكل يتكرر مرارا على طبع الوزير وصرامته وجديته المبالغ فيها وكان الجدية والصرامة تهم ثقيلة في مناخ يبتعد عن المعقول بنفس المسافة التي تبعتد الارض عن
السماء. كمن يبحث بكل الطرق لاقناع المحيط، بدون منطق، ان الوزير الميراوي لا يصلح لتدبير القطاع والحقيقة التي يرفض البعض وضوحها هي ان التعليم العالي ببلادنا لم يستطع حقيقة الوقوف على قدميه الا مع الميراوي الذي ابان عن حنكته التدبيرية عندما اشتغل بصمت وفعالية بمقاربة خماسية الأبعاد تحسب له بدون اي تردد:

– الشجاعة عندما جنب منظومة التعليم العالي الخطأ الاستراتيجي بالدخول في مغامرة الباشلور بدون استعداد حقيقي بالجامعات.

التسريع تحول المنظومة 2023 ESRI PACTE والذي يتعلق بإرساء نموذج بيداغوجي جديد – اخراج في وقت قياسي، لنموذج متقدم ومعقول للاصلاح المندرِج ضمن تفعيل المخطط الوطني
– إعطاء اهمية استراتيجية للبحث العلمي من خلال النهوض بجيل الغد وهم طلبة الدكتوراة بخلق التنافسية البناءة بينهم بالتحفيز وارجاع الهيبة لسلك الدكتوراة.
– الشجاعة بالخبرة وبعد النظر في ابداع اصلاح بيداغوجي خاص بطلبة الطب لما يتناسب وحاجيات المغرب المستقبلية دون المساس بجودة التكوين وهيبته.
– اخراج المراسيم الخاصة بنظام أساسي جديد لهيئة الاساتذة الباحثين بحلة متقدمة محفزة ومنصفة للمسار المهني للأستاذ الباحث. كل هذه التدابير الخمسة الكبرى وأخرى كثيرة تتماشى معها كان منتظرا أن تتعرض لانتقادات ومعارضات البعض واشتغالهم ليل نهار لتوقيف تنزيلها على أرض الواقع مع علمهم أنها لاتخدم الا الصالح العام ولو كان الوزير يؤمن بثقافة ” كم من حاجة قضيناها بتركها“ لما وجد كل هذه المعارضات.

ولانه حرك المياه الجامدة بحنكة وشجاعة ووطنية وربط الجامعات المغربية الطبيعي ان كل مجتهد يتعرض لما يتعرض له الميراوي. بالعالمية وفرض مناخ الجدية حتى اصبح الجميع يضرب للوزير وجديته الف حساب فمن التذكير لمن يعشق الهوامش ويترك الأساس ان مصلحة التعليم العالي بالمغرب لا يهمها طبع
الوزير ومزاجه بل كفاءته ومردوديته وقدرته على تحويل التعليم العالي لقاطرة حقيقية تجر معها الاقتصاد والتنمية والعنصر البشري المؤهل والمتشبع باصالة تمغريبيت والمتمكن من كل
والوجيهة. المعارف والمهارات والخبرات لمسايرة الحداثة كما هو مؤطر بكل التوجيهات الملكية الحكيمة.
من باب الانصاف والموضوعية تجاه الوزير الميراوي أيضا التسطير على مسألتين في غاية الأهمية:

الاولى أن ما ينجزه الوزير على أرض الواقع وكما صرح بذلك مرارا امام نواب الأمة ،والاعلام يندرج في سياق الانسجام و التفعيل لبرنامج حكومي شامل ومتكامل.

الأمر التاني مرتبط بما تم تحقيقه من انجاز عبر تفعيل مخرجات الاتفاق مع نقابة اساتذة التعليم العالي بتحسين الأجور بعد انتظار اقترب من تلات عقود. اذا اضفنا الى هذه الانجازات ما تم تحقيقه من خلق فرص مادية ومعنوية غير مسبوقة للطلبة الدكاترة الذين تمكنت نسبة مهمة منهم من الاستفاذة من منحة 7000درهم مقابل المشاركة في انشطة تأطير بيداغوجي الى جانب القيامبابحاث الدكتوراة فسيبقى السؤال مطروحا ما هو مبرر الحملة التي تستهدف الميراوي اذا كان ما انجزه كوزير ضمن برنامج حكومي متكامل لم يسبق ان تحقق مع اي حكومة سابقة؟

الأكيد أن الوقت والتحديات الدولية ليست في صالح المجتمعات التي لا تريد التوقف عن المزايدات والدوران حول الفراغ. اغلب من نناقش معهم حول واقع التعليم العالي لا يجدون فراغات كثيرة ليضعوا فيها الشكوك حول ما تحقق على ارض الواقع مع الوزير الميراوي. تجربة الوزير الحالي فريدة وحاملة لآمال وتطلعات مغاربة العالم من خبراء وعلماء ومثقفين للالتحاق
البلاد للتربع على منصة الدول القوية سياسيا واقتصاديا وامنيا في العشريات المقبلة. بركب التحديث وتلبية نداء المغرب بجلب التجارب الناجحة ومسايرة الخط التنموي الذي رسمته
سيكون التعليم العالي المغربي محظوظا اذا استطاع الحفاظ على وتيرة الانجازات الحالية بدون قطيعة او ارتباك وعلى وتيرة تنزيل الاصلاحات المبرمجة بالنسبة لكل الاستقطابات المفتوحة والمحدودة وعلى ما هو منتظر وفق النموذج التنموي الجديد كما سطرته التوجيهات الملكية واقتنع الطلبة بان فرصهم اليوم للتميز وتحقيق الذات لم تكن متوفرة اطلاقا في الماضي بنفس الكيفية وهو ما يرشحهم لمستقبل ينسجم وتطلعاتهم وأمانيهم.
مجموعة باحثين محايدين

المقالات المرتبطة

6 تعليق

  1. تابع عبدالناصر says:

    شهد شاهد من اهلها.
    عندما يحضر الماء يرفع التيمم.
    الرجل المناسب في المكان المناس.

  2. IHAZRIR says:

    Vous écrivez du n’importe quoi

  3. قائل حق says:

    الوزير الذي يكرهه الجميع بإستثناء الصحفي الذي كتب المقال

  4. Abcd says:

    مقال مجرد من المنطق والعقلانية . الميراوي لم يساهم الا في تخريب التعليم العالي ودماره. تقليص سنوات التكوين هل هي في صالح تكوين اطر فعالة ام في تكوين اطر مجردة من الكفاءة والحكمة و……

  5. المتوكل says:

    كمتتبع للحقل التعليمي في المغرب، أُشاطر الرأيَ السائد في هذا المقال فيما يتعلق بأهمية الإصلاحات الجارية في التعليم العالي. فالاصلاحات التي اقدم عليها الوزير كانت تتطلب الشجاعة، ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل بعض النقاط التي تتطلب معالجة عاجلة. ففي بعض الأحيان، تُواجه بعض المطالب الملحّة، خاصة تلك المتعلقة بمكافحة الفساد، بطئًا في الاستجابة من قبل السيد الوزير.
    كيف يمكن تفسير استمرار بعض المسؤولين في مناصبهم بعد ثبوت تورطهم في سرقات في شتى الحقول وعلى جميع الأصعدة العلمية منها والمالية. حان الوقت لإرسال لجان تفتيش مُحايدة للتحقق من صحة تلك الاتهامات، ومحاسبة كل من ثبتت إدانته، خاصة في التلاعب بالمناصب، سرقة الأموال العمومية وغيرها. الكل على علم بما يقع، ولكن لا حياة لمن تنادي! فما هو عذر السيد الوزير ؟ يجب عليه تسريع وتيرة الإصلاحات، واتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة الفساد بجميع أشكاله، خاصة في بعض الكليات التي أصبحت حديث الصحف الالكترونية والورقية، في الآونة الأخيرة..فالساكت عن الحق متواطئ مع الفساد. فالمغرب يستحق تعليمًا متميزًا يليق بمكانته وتاريخه العريق وهو أكبر من أيّ فرد أو جماعة، ومستقبله مرهون بِتَخَلُّصِه من آفة الفساد كما عبر عن ذلك عاهل البلاد في اكثر من مناسبة.
    لايمكن، من الان فصاعدا، التغاضي عن شبهات جرائم بعض العمداء و المسؤولين فإما ان يتم فتح تحقيقات شفافة في هذا الموضوع من اجل الضرب بيد من حديد على الفاسدين (فساد مالي، فساد اداري متمثل في التلاعب بمباريات التوظيف ، فساد علمي…) ، واما ان يتم انصاف من تم تشويه صورته برد الاعتبار اليه.

  6. باحث غير محايد says:

    مجموعة باحثين محايدين = مطبلين و متمليقي الوزير و المستفيدين من الريع الحالي كأخ عشيقة الوزير الذي نال رئيس جامعة و وزوجته تعيث فساد في مؤسسة جامعية بتطوان من التحكم في مدير طرطور

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *