في سياق وطني يتسم بتسارع التحولات الاقتصادية والاجتماعية، احتضنت جهة العيون الساقية الحمراء، نهاية هذا الأسبوع، محطة جديدة من البرنامج الوطني “الشبيبة تتواصل”، الذي تنظمه المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية تحت إشراف الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، بحضور وازن لقيادات من حزب التجمع الوطني للأحرار، ومشاركة شبابية واسعة.
وشكل اللقاء، المنظم تحت شعار “الحصيلة الحكومية في مرآة شباب العيون الساقية الحمراء: من مسار التنمية إلى مسار الإنجازات”، مناسبة لفتح النقاش حول أداء الحكومة الحالية، من خلال مقاربة شبابية تراعي واقع الجهات وانتظاراتها، خاصة في ظل الدينامية التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وخلال هذا اللقاء، صرّح محمد شوكي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، بأن الحكومة الحالية جاءت في ظرفية دقيقة تميزت بتعاقب الأزمات، من بينها الأزمات الجيوستراتيجية الدولية، وأزمة الجفاف، إلى جانب تباطؤ المحركات الاقتصادية على المستوى العالمي، فضلًا عن تداعيات الخروج من جائحة كوفيد-19.
وأضاف شوكي أن “الظرفية التي جاءت فيها هذه الحكومة لا تقتصر فقط على التحديات الخارجية، بل كانت أيضًا مثقلة بإرث ثقيل من عشر سنوات من التسيير العشوائي، والتي خلفت، حسب قوله، اغتيالًا لأمل المغاربة في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية فعلية”.
وفي معرض حديثه عن الحصيلة، شدد البرلماني التجمعي على أن الحديث العام ينصرف في الغالب إلى الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المباشرة، لكنه نبه إلى أن ما يُغفل كثيرًا هو حجم الإصلاحات المؤسساتية والهيكلية العميقة التي باشرتها الحكومة بشجاعة سياسية واضحة.
وذكّر شوكي، في هذا الإطار، بعدد من الإصلاحات التشريعية التي شملت قطاعات حيوية، منها العدل والتعليم والإدارة والصحة والاستثمار، وكذا الضمان الاجتماعي، وتسهيل مساطر مناخ الأعمال.
وأكد المتحدث أن هذه الأوراش الإصلاحية ليست آنية النتائج، بل تتجاوز الأفق الزمني للولاية الحكومية الحالية، قائلًا إنها “إصلاحات تتعدى عمر ولاية واحدة، بل ستخدم أجيالًا مقبلة وتؤسس لنموذج مؤسساتي أكثر نجاعة واستقرارًا”.
وجاء تصريح شوكي خلال لقاء تواصلي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار بجهة العيون، في إطار برنامج “الشبيبة تتواصل”، حيث تم فتح النقاش حول مسارات الإصلاحات الحكومية، سواء في بعدها الاجتماعي أو المؤسساتي، في ظل ظرفية وطنية ودولية دقيقة، تتقاطع فيها الأزمات مع التطلعات إلى نموذج تنموي أكثر عدالة وفعالية.