لم تعد جبهة البوليساريو سوى واجهة إجرامية تتستر خلف شعارات زائفة لتمارس الإرهاب وتغذي الفوضى في منطقة الساحل والصحراء.
فتحت مظلة الدعم الجزائري، تحولت هذه الجماعة الانفصالية إلى أداة في يد التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، تهدد استقرار شمال إفريقيا وتوفر ملاذاً آمناً للجهاديين الهاربين من العدالة الدولية، حسب ما أوردته الصحافة الإسبانية.
الأدلة لا تكذب، فالعشرات من العناصر الصحراوية الانفصالية الذين تربوا في مخيمات تندوف – تلك المعسكرات التي تمولها الجزائر وترعاها – انضموا إلى صفوف تنظيم “داعش-غرب إفريقيا” و”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” الإرهابيتين، بل وصل بعضهم إلى مراكز قيادية في هذه التنظيمات الدموية، فكيف لحركة مزعومة أن تنتج إرهابيين متطرفين يهددون أوروبا وإفريقيا؟ الجواب واضح: البوليساريو لم تكن أبداً حركة تحرر، بل هي خلية إرهابية متجذرة في المنطقة، بدعم من النظام العسكري في الجزائر.
تحت الحماية الجزائرية، أصبحت مخيمات تندوف مرتعاً للجماعات المتطرفة ومركزاً لتهريب السلاح والبشر. فبدلاً من أن تكون ملاذاً للاجئين، تحولت إلى ساحة لتجنيد الأطفال وتلقينهم أيديولوجيا الكراهية والإرهاب والتطرف. الأكثر إدانةً هو أن عناصر البوليساريو الإنفصاليين يستخدمون طرق تهريب المهاجرين غير الشرعيين لإرسال مقاتلين إلى أوروبا، مما يجعلهم شركاء في الجريمة المنظمة والإرهاب العالمي.
وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فلا يمكن فصل إرهاب البوليساريو عن الدعم غير المشروع الذي تقدمه الجزائر. فمنذ عقود، توفر الجزائر الأسلحة والتمويل والغطاء السياسي لهذه الجماعة، بل وتستخدمها كورقة ضغط في صراعاتها الإقليمية. لكن اليوم لم يعد هذا الدعم مجرد دعم انفصالي، بل أصبح تواطؤاً صريحاً مع الإرهاب. فكيف يمكن للعالم أن يصدق أن نظاماً يدعي محاربة الإرهاب هو نفسه الذي يغذي أخطر التنظيمات في الساحل والصحراء؟
لم يعد هناك مجال للتستر على حقيقة هذه الجماعة الإرهابية. فالدول الغربية بدأت تدرك خطر البوليساريو بعد تورط عناصرها في هجمات إرهابية وارتباطها المباشر بشبكات التطرف. لقد حان الوقت لكي يصنف المجتمع الدولي هذه الجماعة ضمن القوائم الإرهابية، ويجمد كل الدعم المقدم لها، ويحاسب النظام الجزائري على دوره المشبوه في دعم الإرهاب.
البوليساريو ليست “حركة تحرير”، بل هي عصابة إرهابية مدعومة من نظام فاسد في الجزائر. لقد آن الأوان لكشف هذه الحقيقة أمام العالم، واتخاذ إجراءات حاسمة ضد كل من يساهم في دعم هذه الجماعة الإجرامية، وتصنيفها منطمة إرهابية ومن يحميها فيحمي الإرهاب والتطرف، فالإرهاب لا وطن له، ومن يدعمه شريك في جرائمه، سواءً كان ذلك مباشرةً أو عبر واجهات انفصالية مزيفة، وهو ما يتمثل جليا في النظام العسكري الجزائري.