الجيش المغربي يعزز ترسانته القتالية بأبراج إسرائيلية متطورة على المدرعات

في خطوة تعكس طموح المغرب نحو تحديث عتاده العسكري وتعزيز قدراته القتالية البرية، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، اليوم الخميس، عن اختيار الجيش المغربي تزويد مدرعاته القتالية من طراز WhAP 8×8 بأبراج قتالية متقدمة من إنتاج شركة “إلبت سيستمز” الإسرائيلية، وذلك في إطار شراكة تكنولوجية متعددة الجنسيات تجمع الرباط بعدة فاعلين عالميين في مجال الصناعات الدفاعية.

 

مدافع ثقيلة بدل العيار المتوسط

 

وبحسب ما أوردته صحيفتا “NEWSru” و”STMEGI” الإسرائيليتان، فإن الاتفاق يشمل استبدال المدافع الأصلية ذات العيار 30 ملم بأخرى أثقل تتراوح بين 105 و120 ملم، وهي نفس المدافع المستخدمة في دبابات “سابرا” المتطورة، ما يمنح المدرعات المغربية قدرة نارية مضاعفة ويعزز فاعليتها في مختلف التضاريس الجغرافية، سواء في المناطق الجبلية أو الصحراوية.

 

صناعة محلية وتكنولوجيا إسرائيلية

 

وتتم عملية تصنيع المدرعات محلياً بشراكة مع شركة “Tata Advanced Systems” الهندية، فيما تتكفل شركة “إلبت سيستمز” بتوفير التكنولوجيا الدفاعية المتقدمة والأنظمة القتالية الذكية، في نموذج يعكس رغبة المغرب في تطوير قاعدة صناعية دفاعية ذات بعد تكنولوجي محلي ودولي.

 

تعاون استراتيجي متواصل

 

الصفقة الجديدة ليست الأولى من نوعها بين المغرب وشركة “إلبت ماعرخوت”، الفرع المتخصص في الأنظمة البرية ضمن مجموعة “إلبت سيستمز”، حيث سبق للمملكة أن أبرمت عقداً ضخماً بقيمة 370 مليون دولار لاقتناء أنظمة مدفعية ذاتية الحركة من طراز ATMOS 2000، وهي صفقة تم الإعلان عنها سابقاً ضمن برنامج طويل الأمد لتحديث المدفعية الملكية.

 

تأقلم مع المتغيرات الجيوسياسية

 

ويأتي هذا التوجه نحو تعزيز الترسانة القتالية البرية في سياق استراتيجية شاملة يتبعها المغرب لمواجهة التحديات الإقليمية وضمان تفوقه الدفاعي، في ظل محيط جيوسياسي متغير وتنامي الإنفاق العسكري في المنطقة. كما يعكس التعاون العسكري مع إسرائيل تحولاً في طبيعة الشراكات الدفاعية للمملكة منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين سنة 2020.

 

قراءة في أبعاد الصفقة

 

المحللون يرون أن تزويد المدرعات المغربية بأبراج قتالية ذات عيار ثقيل يشكل نقلة نوعية في تكتيكات الحرب البرية، حيث يصبح بالإمكان إشراك مدرعات سريعة الحركة في عمليات الهجوم والدعم الناري بدل الاقتصار على دور النقل والمرافقة.

 

كما أن هذه الخطوة تؤشر على رغبة المغرب في المزج بين الصناعة المحلية والابتكار التكنولوجي الخارجي، بما يضمن استقلالية نسبية في تطوير معداته القتالية، ويضعه ضمن البلدان الساعية إلى بناء صناعة دفاعية عصرية وفعالة.

 

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *