تقديم
علم بفتح العين واللام يعني راية، وهي عبارة عن قطعة من القماش منقوش عليها رمز أو رموز للدلالة على قبيلة أو عشيرة أو دولة معينة،واستخدمت الأعلام الأولى لمساعدة التنسيق العسكري في ميادين القتال، وتطورت الأعلام منذ ذلك الوقت إلى أداة عامة بدائية للإشارة وتحديد الهوية، ولا سيما في بيئات معزولة حيث التواصل يكون صعبا (مثل البيئة البحرية حيث يتم استخدام إشارة للتواصل)، وأعلام الدول هي رموز لديها دوافع وطنية متنوعة وواسعة النطاق، وتشمل في أغلب الأوقات ترابط عسكري قوي بسبب استخداماتها المستمرة المتعلقة بالناحية العسكرية، أما النشيد الوطني هو عادة مقطوعة موسيقية وطنية تثير وتمدح تاريخ البلاد وتقاليدها ونضالات شعبها، معترف بها إما من قبل الحكومة كنشيد وطني رسمي أو كعرف بين أفراد الشعب.يتم عزف النشيد الوطني في المناسبات الوطنية والاستقبالات الرسمية وفي المدارس وقبل بداية لعب فريق المنتخب الوطني، الخ.، وهو عادة ما يكون حماسياً، يعزز من حب الوطن، في القلب ويقوي الاحساس بالانتماء إلى الوطن، في هذه السلسة الرمضانية سنحاول مزج الألوان بالكلمات لتقريب قراءنا الأعزاء من أعلام وأناشيد الدول وسبر أغوارها وتاريخها.
الجزائر
قصة ونشأة العلم الجزائري
يرجع أصل العلم الجزائري الحالي إلى الأمير عبد القادر الجزائري، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ومؤسس نظالها ضد الإحتلال الفرنسي في القرن التاسع عشر تبنى الجزائري راية مغايرة للعلم الأحمر الذي ميز فترة الحكم العثماني للجزائر في القرن السادس عشر، والذي انتزعه الفرنسيون من فوق قلعة الداي حسين في الجزائر.
وفي الرابع من يونيو 1830 كان العلم مؤلف من اللونين الأبيض، و الأخضر بياض يشير إلى السلام، وأخضر يرمز للإسلام ويد تبايع تتوسط العلم هي الجزائر الموحدة خلف قائدها التي نقشت إسمه على العلم وفي قبالة الإسم قوله تعالى نصر من الله وفتح قريب.
في عام1841 قرر الجنرال بيجو الحاكم العسكري الفرنسي للجزائر محو كل التراث الجزائري، وكان العلم الجزائري الذي صممه الأمير عبد القادر، جزءا من هذا التراث الضخم إذ طالب بيجوأن يخضع الجزائريين للعلم الفرنسي لكنه فشل.
بعد نهاية مقاومة الأمير عبد القادر، لم يرتفع علم جديد للجزائر إلا في عام 1910لم يكن رافعوه يشكلون حزبا سياسيا أو جمعية منظمة كان هذا العلم مغايرا لراية عبد القادر، إذ تميز بلونه الأخضر والهلال اللذي يتوسطه.
في عام 1929 فكر مصالي الحاج مؤسس حزب نجم شمال إفريقيا في علم ينادي باستقلال وحرية الجزائر، أصبح الحلم حقيقة وذلك باعتماد حزب لراية فيها الألوان الأبيض الأخضر، والأحمر، للتعبير عن وحدة شمال افريقيا، وفي شهر نونبر من عام 1954 اندلعت ثورة التحريروتبنت جبهة التحريرالوطني الراية التي صممها مصالي الحاج,نالت الجزائر استقلالها عام 1962 بعد كفاح طويل قدم في سبيله أكثرمن مليون ونصف المليون شهيد وفي اليوم الثالث من أبريل عام 1962 تم اعتماد العلم رسميا في اجتماع مجلس الوزراء الجزائري.
يتألف العلم الحالي من لونين هما الأخضر و الأبيض ويتوسط العلم هلال و نجمة خماسية ذواللون الأحمريرمز اللون الأبيض في العلم للسلام والنقاء والأخضر للتقدم و الرخاء أما اللون الأحمر فيشير الى دماء شهداء ثورة التحريروالهلال و النجمة الخماسية ترمزان للاسلام بصفته دينا رسميا للبلاد.
العلم الجزائري الحالي:النجمة الخماسية الهلال الأحمراللون،الأبيض، الأخضر
النشيد الوطني الجزائري: “قسما” هو ذلك اللحن الخالد، والكلمات الساطعة التي تخلد بطولات هذا الشعب الأبي الذي ضحى بالنفس، والنفيس ودفع بأكثر من مليون ونصف المليون من الشهداء من خيرة أبنائه من أجل استرجاع سيادته وتطهير أرضه من ظلم الاستعمار، فالنشيد الوطني الجزائري يعتبر عنوان سيادة ورمز من رموز الدولة ونبراسا لا ينطفئ ينير دروب الكفاح الشعب الطويل على مر العصور ويمثل همزة وصل بين جيل الثورة وجيل الاستقلال.
يُعد النشيد الوطني الجزائري من أقوى الأناشيد الوطنية في العالم، يعود تاريخ كتابة النشيد إلى عام 1955 أثناء حرب التحرير ضد الاحتلال الفرنسي، عندما طلب المجاهد الشهيد عبان رمضان من شاعر الثورة مفدي زكريا الذي كان حينها في سجون المستعمر الفرنسي كتابة نشيد وطني يٌعبر عن الثورة الجزائرية ونضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، كتب الشاعر الكبير مفدي زكريا النشيد “قسماً بالنازلات الماحقات” خلال يومين فقط في زنزانته رقم 69 في سجن بربروس بتاريخ 25 أبريل 1955، وبعد إطلاق سراح مفدي زكريا، انتقل شاعر الثورة الجزائرية إلى تونس لنشره في صفوف جبهة التحرير.
وفي تونس العاصمة، قام الموسيقار التونسي علي السريتي بتلحينه، إلا أن لحن السريتي لم يكن في مستوى قوّة النشيد، فأرسل المجاهد الشهيد عبان رمضان شاعرنا مفدي زكريا إلى مصر لإعادة تلحينه من جديد، حيث لحنه الموسيقار المصري “محمد فوزي”، وكان اللحن قويا وبمستوى كلمات النشيد.
النشيد الوطني الجزائري
قـــسما بالنازلات الـماحقات والـدماء الـزاكيات الطـــاهرات
والبــنود اللامعات الـخافقات في الـجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثــرنـا فحــياة أو مـمات وعقدنا العزم أن تـحيا الجـزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
نحن جند في سبيل الـحق ثرنا وإلى استقلالنا بالـحرب قـــمنا
لـم يكن يصغى لنا لـما نطــقنا فاتــخذنا رنة البـارود وزنـــــا
وعزفنا نغمة الرشاش لــــحنا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كــما يطوى الكـــتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الـحــساب فاستعدي وخذي منــا الجواب
إن في ثــورتنا فصل الـخطاب وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
نحن من أبطالنا ندفع جنــــــدا وعلى أشـلائنا نصنع مجــــدا
وعلى أرواحنا نصعد خـــــلدا وعلى هامــاتنا نرفع بنــــــدا
جبهة التـحرير أعطيناك عـهدا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
صرخة الأوطان من ساح الفدا اسـمعوها واستجــيبوا للنــــدا
واكـــتبوها بـــدماء الــشهــداء واقرأوهــا لبني الـجـيل غــــدا
قد مددنا لـك يا مـــجد يــــدا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا