بنكيران يحلم بقيادة حكومة”المونديال”وسط سخرية قيادي بارز في”المصباح”قبل المؤتمر الوطني التاسع

تستعد قيادة حزب  البيجيدي لعقد مؤتمرها الوطني التاسع نهاية الشهر الجاري، وسط أنباء عن توجه لإعادة انتخاب عبد الإله بنكيران على رأس الأمانة العامة، وتموقع الحزب مجدداً على خط الطموحات الانتخابية، خصوصاً ما يرتبط باستحقاقات 2026.

وحسب ما أوردته عدد من المصادر الحزبية، فإن جزءاً مهماً من قواعد الحزب وقياداته ينظرون بعين الحذر إلى خطابات العودة السريعة إلى سباق “الرتبة الأولى”، معتبرين أن التركيز المفرط على هذا الهدف، في ظل السياق الراهن للحزب داخلياً وخارجياً، قد يؤدي إلى مزيد من التخبط السياسي وتناقض في الخطاب الإصلاحي، فضلاً عن تهديد للعمق الفكري والمنهجي الذي ميز الحزب سابقاً.

وفي هذا السياق، نبّه محمد أمحجور، القيادي البارز داخل “المصباح”، إلى مخاطر الانخراط المتسرع في معارك الصدارة، معتبراً أن تصريحات بنكيران بشأن إمكانية تصدر المشهد الانتخابي في 2026، قد تُفتح الباب على مصراعيه أمام صراعات داخلية حول الوجاهة والمواقع، مما قد يحوّل الحزب إلى ما يشبه “الأحزاب الوظيفية”، التي تفتقد للتماسك الإيديولوجي والسياسي، وتشتغل بمنطق الحراسة التنظيمية أكثر من المضمون الإصلاحي.

ومع بدء العد العكسي لاستحقاقات 2026، بدأ الحديث داخل الأوساط السياسية يتزايد عن من سيتصدر المشهد الانتخابي، ويقود ما صار يُسمى بـ”حكومة المونديال”، بحكم تزامنها مع احتضان المغرب لنهائيات كأس العالم 2030. وإذا كان طموح تصدر الانتخابات يبدو منطقياً بالنسبة لأحزاب حافظت على تموقعها في المشهد السياسي بعد انتخابات 2021، فإن إعلان بنكيران عن ثقته بإمكانية عودة حزبه إلى المقدمة، فُهم داخل الحزب نفسه كمغامرة تفتقد إلى السند الواقعي والمعطى الملموس.

ويُلاحظ، حسب نفس المصادر، أن الأمانة العامة للحزب لم تقدم أي وثيقة رسمية أو تحليل استراتيجي يدعم هذا التوجه، باستثناء “الأطروحة السياسية” المعنونة بـ”النضال من أجل مصداقية الاختيار الديمقراطي وكرامة المواطن”، التي أُعدّت ضمن التحضيرات للمؤتمر الوطني المقبل، وصادق عليها المجلس الوطني، في انتظار اعتمادها النهائي من قبل المؤتمرين.

وعليه، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يستطيع “البيجيدي” أن يعود فعلاً إلى دائرة المنافسة بقوة؟ أم أن الطريق نحو استعادة الثقة يتطلب أولاً معالجة الأعطاب الداخلية وتجاوز ارتباكات المرحلة؟

 

 

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية