تقرير … هل المغرب قادرا على تحمل ” الحجر الصحي ” في شهر رمضان ؟

مازال الجدل قائما، حول إمكانية عودة الحجر الصحي ، بالمغرب في شهر رمضان، وذلك في ظل تطور الأزمة الوبائية في المغرب، بالإضافة لارتفاع عدد الإصابات بفيروس “كورونا” المتحور، وتجاوز الأمر لاكتشاف سلالة مئة في المئة مغربية .

الحجر الصحي، المرتقب في المغرب، بدون شك سيؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني، ولاسيما القطاع غير المهيكل، وهو الأمر الذي سيخلق مشاكل اجتماعية في عز الشهر الكريم .

وضعية اقتصادية أشد سوءا

من جانبه يرى رشيد أوراز، الباحث في المعهد المغربي لتحليل السياسات، والخبير الاقتصادي، أنه و “للأسف الشديد الوضعية الاقتصادية الآن أشد سوءا من الوضعية الاقتصادية قبل فرض الحجر الصحي خلال شهر مارس 2020”.

أوراز، يضيف في تصريح لـ”بلبريس”، “أظن أن أي تشديد في ظروف الحجر الصحي سيفجر أوضاعا اجتماعية معقدة. بعد سنة من الأزمة الوبائية أصبحت الاقتصادات العالمية والاقتصاد المغربي أشد هشاشة، من حيث قدرتها على خلق الوظائف وخلق النمو الاقتصادي وضمان التوازنات المالية للدولة”.

الدولة لم تعد قادرة على تحمل كلفة الدعم

وحول إمكانية الحجر الصحي الشامل، في شهر رمضان، ومقارنته مع الحجر السابق الذي كان في بداية الجائحة العالمية، يقول أوراز، “ما جعل الحجر الصحي السابق متحملا إلى حد ما من طرف فئات اجتماعية واسعة هو قدرة الدولة أيضا على تقديم دعم مالي للأسر الهشة وأيضا ضمان أجرة الأجراء والموظفين، الآن أظن أن قدرة الدولة على ذلك قليلة إن لم تكن منعدمة”.

ويتساءل الخبير الاقتصادي، “هذا ما يطرح مشكلة كبيرة على مستوى تقبل تلك الفئات الاجتماعية لأي حجر صحي جديد جزئيا كان أم شاملا، بالإضافة إلى أن المقاولة المغربية تعاني الآن الامرين لضمان توازنها المالي وقدرتها على الاستثمار وبالتالي التوظيف”.

العثماني يحذر

في المقابل، خرج رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في تغريدة سابقة، حملت بين طياتها الكثير من علامات الاستفهام، وطرحت الكثير من التساؤلات عن ما إذا كان المغرب يتجه لـ”حجر صحي شامل”، أمام قلة اللقاحات وكذلك ظهور السلالات المتحورة .العثماني حذر في تغريدته ، من تفشي موجة ثالثة من فيروس “كورونا”، بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات خلال الأيام الأخيرة .خرجة العثماني، اعتبرها المراقبون بمثابة تمهيد من الحكومة لفرض “الحجر الصحي” في شهر رمضان.

الصحة العالمية تحذر من التجمعات

من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية، من خطورة التجمعات خلال رمضان وعيد الفصح .

هذا وحذر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمنطقة الشرق الأوسط، من زيادة محتملة في الإصابات بفيروس كورونا في المنطقة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، داعيا إلى ضرورة الحجر الصحي أن يحمي الناس أنفسهم.

أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمنطقة الشرق الأوسط، قال يوم الخميس الماضي أنه في ظل اقتراب شهر رمضان وعيد الفصح، هناك خطر حدوث زيادات في الإصابات في المنطقة، مثلما كان الحال في العام الماضي خلال العطلات.

وتابع في مؤتمر عبر الإنترنت “إننا ندرك أن هذه مناسبات مهمة تستحق الاحتفال بها، مشيرا إلى أنه يجب أن يحمي الأشخاص أنفسهم”.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت الأربعاء من التجمعات في الأماكن المغلقة خشية أن يؤدي ذلك الى موجة جديدة من الإصابات بكوفيد-19.

احتفالات دينية في الهواء

وقال بيان للمنظمة: “يجب أن تقام أي احتفالات دينية في الهواء الطلق كلما أمكن ذلك، أو أن تكون محدودة من حيث الحجم والمدة، مع مراعاة التباعد الجسدي والتهوئة ونظافة اليدين واستخدام الأقنعة”. وأشار البيان الى أنه من الأفضل أن يحيي الناس الاحتفالات الدينية مع الأشخاص الذين يعيشون معهم وتجنب لقاء أشخاص آخرين (…) خاصة إذا كانوا يشعرون بأعراض مرضية أو هم في الحجر الصحي “.

وقالت بعض الدول في منطقة الشرق الأوسط بينها مصر وكذلك إمارة دبي إنها سوف تمنع ما يعرف بـ”موائد الرحمان” التي تقام عادة في شهر رمضان لإفطار الصائمين.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *