فاجعة سلا..بين المخدرات والبطالة دور الأسرة أمام اختبار صعب

اهتزت مدينة سلا صبيحة السبت الماضي، على وقع جريمة شنعاء راح ضحيتها 6 أشخاص من عائلة واحدة، من بينهم رضيع لم يتجاوز عمره 40 يوما، بالإضافة لقاصر.

وفي الوقت الذي  ما تزال السلطات العمومية تجري تحقيقاتها للإحاطة بكافة ملابسات القضية، ما زالت دوافع الجرم عصية عن التفكيك، خصوصا أمام ترابط الفعل بين الجرم البشع وتورط العائلة وأدوار المجتمع في تهذيب النفوس وإدماج الجميع.

في هذا السياق قال المحلل النفسي محسن بنزاكور في تصريح، أن “أهم عامل قد يؤدي بشخص لقتل ستة أفراد من عائلة واحدة هو حاجته لتناول المخدرات، مضيفا أن الوصول للمخدرات بالمغرب وخاصة الحبوب المهلوسة، يبقى سهلا ”

وأضاف بنزاكور، أن من يقول أن الفقر  هو سبب الجريمة “ فهذا امر متجاوز، خصوصا أمام تراجع وظائف الأسرة، وعودة السبب للشخص نفسه وعلاقاته مع الآخرين”، مؤكدا أن المجرم يفقد كافة القيم ويعوضها بنقيضها.

وأبرز بنزاكور خطورة تناول الحبوب المهلوسة على الصحة العقلية للإنسان، مؤكدا أن استعمال هذا النوع من المخدرات تجعل الشخص، على حد قوله، يتخيل أمورا لا وجود لها، ما يشكل حافزا قويا على ارتكابه للجريمة.

وحسب الأستاذ الجامعي، فـ”البديل لدى المجرم هو المرور نحو الفعل، حيث تكون له مثيرات غير متحكم فيها، تفرز تخطيطا وتلذذا، وذلك بعد مراكمة غضب غير مبرر، بالإضافة إلى إمكانية بروز عوامل خارجية أخرى، مثل حبوب الهلوسة وغيرها”.

في نفس السياق يخوض مجموعة من النشطاء حملة داخل مواقع التواصل الاجتماعي لرد الاعتبار للمدينة التي ترتبط في مخيال المغاربة بالإجرام والمجرمين، حيث تم نشر تدوينات تتحدث عن تاريخ سلا وبعض أعلامها في مجالات الثّقافة والفن.

عبد اللطيف سودو، نائب عمدة سلا، كتب: “في سلا خلقت..وأمام مسجد السودان بتابريكت تعلمت المشي.. وبين أزقتها وأحيائها ترعرعت..وبدور الصفيح بدوار الجديد كنت أحب المبيت عند جدتي وعمي أثناء هطول الأمطار لأسمع نزولها فوق القصدير.. وبشاطئها تعلمت السباحة..بين شبابها تابعت دراستي لأتفوق في الثانوية علوم رياضية. أرسلتني مدينتي أنا وسبعة من أبناء سلا من قسم واحد لنتخرج مهندسين”.

وزاد المتحدث ذاته: ”بها أسكن..أبناؤها وبناتها ينتظرون العدل في المشاريع بين ضفتي أبي رقراق..هي المدينة التي يتواجد بها المطار والجامعة الدولية وناطحة السحاب المحسوبة على الرباط.. أفتخر بأنني منتخب بهذه المدينة المجاهدة.. مدينة التاريخ والعلماء و500 شاعر.. سلا ليست مدينة الإجرام.. سلا تحتاج إعادة الاعتبار.. سلاوي وأفتخر”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *