كشفت مصادر خاصة لـ”بلبريس” عن وجود توتر كبير داخل صفوف نساء حزب العدالة والتنمية، بعد التصريحات الأخيرة لعبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب، والتي وصف فيها المرأة بـ”البلارج”، مما خلف استياء واسعا لدى عدد من القيادات النسائية، سواء داخل منظمة نساء الحزب أو خارجها.
وبحسب المعطيات التي حصلت عليها “بلبريس”، فإن عددا مهما من النساء داخل الحزب، من بينهن عضوات في المكتب التنفيذي لمنظمة نساء العدالة والتنمية، رفضن بشكل واضح التضامن مع بنكيران، معتبرات أن تصريحاته لا تليق بموقعه السياسي وتمس بصورة المرأة المغربية، ولا يمكن السكوت عنها تحت أي مبرر تنظيمي.
ورغم أن بعضهن حاولن اتخاذ موقف متوازن لا يصطف بشكل مباشر ضد الأمين العام، إلا أنهن شددن على أن ما صدر عنه لا يمكن تبريره، واعتبرنه خطأ يستدعي الاعتذار الواضح، دون الانجرار إلى لغة الجمعيات النسائية اللواتي أصدرن بلاغا ضد بنكيران ولا إلى خطاب المهادنة والتطبيل لزعيم الحزب.
في المقابل، اختار المكتب التنفيذي لمنظمة نساء العدالة والتنمية الدفاع التام عن بنكيران، واعتبر في بيان رسمي أن تصريحاته جرى اجتزاؤها من سياقها العام، متحدثا عن حملة ممنهجة لتحريف كلامه واستهداف الحزب سياسيا، وهو ما اعتبرته القيادات النسائية الغاضبة انحيازا كاملا للأمانة العامة، وتجاهلا متعمدا لأصوات نسائية من داخل التنظيم نفسه، حسب مصادر لـ”بلبريس”.
وأكدت المصادر ذاتها، أن عددا من النساء داخل المنظمة يفكرن جديا في تقديم استقالات جماعية من هياكلها، احتجاجا على ما وصفنه بغياب الاستقلالية وتحكم القيادة السياسية في المواقف التنظيمية للمنظمة، وهو ما يجعل دورها شكليا ويضعف مصداقيتها.
وحسب ما أوردته المصادر، فقيادة المنظمة تبرر موقفها بالحاجة إلى رص الصفوف وعدم الدخول في صراعات داخلية في هذه المرحلة، خصوصا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، معتبرة أن الهجوم على بنكيران يخدم خصوم الحزب أكثر مما يخدم قضايا النساء.
وفي بيانها الرسمي، أكدت منظمة نساء العدالة والتنمية دعمها الكامل لما اعتبرته مواقف متوازنة لبنكيران، قائلة إن تصريحاته جاءت في سياق التعبير عن القلق من مؤشرات ديمغرافية خطيرة، كارتفاع سن الزواج وتراجع الخصوبة، وهو ما يستدعي نقاشا وطنيا حول الأسرة وليس جدلا حول العبارات.
كما هاجمت المنظمة ما وصفته بازدواجية المعايير لدى بعض الجمعيات النسائية، التي تتجاهل بحسبها المعاناة الحقيقية للنساء في القرى والهامش، وتختار التجييش الانتقائي ضد حزب العدالة والتنمية كلما سنحت الفرصة.
لكن هذا الخطاب لم يهدئ الغضب داخل صفوف عدد من المناضلات في الحزب، اللواتي يعتبرن أن تبرير الأخطاء المتكررة لبنكيران بمفردات دينية أو تنظيمية، يسيء للمرأة أكثر مما يخدمها، ويضرب استقلالية القرار داخل المنظمة النسائية.
ويطرح هذا الخلاف الحاد سؤالا عميقا حول مستقبل منظمة نساء العدالة والتنمية، وقدرتها على الاستمرار كهيئة نسائية مستقلة داخل الحزب، أو تحولها إلى ذراع تبريري تابع بالكامل لقيادة سياسية أصبحت لا تصغي لصوت نسائها.