انطلقت فعاليات البرنامج الوطني “العيون عاصمة المجتمع المدني المغربي” بحفل رسمي كبير بمكتبة محمد السادس الوسائطية الكبرى في مدينة العيون يوم الجمعة، بمشاركة وفد حكومي رفيع المستوى برئاسة الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، السيد مصطفى بايتاس، إلى جانب عدد من المسؤولين والمنتخبين والفاعلين الجمعويين من مختلف مناطق المملكة.
جاءت كلمة عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، لتؤكد على الأهمية الوطنية لهذا الحدث، معتبراً أن اختيار العيون عاصمة للمجتمع المدني يبرز حيوية العمل الجمعوي بالمدينة ومساهمته الفعالة في مسار التنمية والدفاع عن الثوابت الوطنية. وأشار إلى أن هذا التتويج يعد تتويجاً لجهود متواصلة من مختلف الفاعلين، كما أنه يحمل دلالة رمزية كبيرة لارتباطه بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
أعرب مصطفى بايتاس عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث الوطني البارز، موضحاً أن اختيار العيون جاء نتيجة طبيعية للدور الريادي الذي يلعبه المجتمع المدني فيها، إضافة إلى الدينامية التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية.
وأضاف أن المدينة تمثل نموذجاً ناجحاً للمجتمع المدني الفاعل في البناء الديمقراطي والتنموي، مشيداً في الوقت ذاته بالجهود الملكية في دعم تنمية الأقاليم الجنوبية، خاصة بعد إطلاق النموذج التنموي الجديد الذي شكل منعطفاً تاريخياً في تعزيز العدالة الاجتماعية والتماسك الوطني.
أكد عبيد امريزيك، نائب رئيس جماعة العيون، أن هذا التكريم يعد اعترافاً بالعمل التشاركي الذي تقوده مختلف المكونات المحلية، مما يعزز دور المجتمع المدني كشريك أساسي في مسيرة التنمية.
أجمع المشاركون على أن هذا التتويج يمثل ثمرة جهود تراكمية لمجتمع مدني حيوي ومبتكر، جعل من العيون نموذجاً للتنمية المستدامة والتكامل المؤسساتي. وشهد الحفل عرض شريط وثائقي يلخص مسيرة التنمية بالمدينة، كما تم تسليم درع “سلا عاصمة المجتمع المدني 2023” للعيون، في إشارة رمزية إلى انتقال زمام المبادرة المجتمعية إليها.
تشمل فعاليات البرنامج، التي تمتد على مدى ثلاثة أيام، سلسلة من الورشات والندوات والأنشطة الهادفة إلى تعزيز قدرات الفاعلين المدنيين وتقوية شراكتهم مع المؤسسات الحكومية، في إطار السعي نحو إرساء مجتمع مدني فاعل وقادر على المساهمة في صياغة السياسات العمومية.
