قدمت الجمعية المغربية لدعم ومساندة الأشخاص حاملي التثلث الصبغي ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط مشروعاً بعنوان “تعزيز الدمج المدرسي: إعادة ابتكار مسار الشباب حاملي التثلث الصبغي من خلال ممارسات بيداغوجية مبتكرة”، وذلك خلال حفل أقيم أمس الخميس بالرباط. ويهدف هذا البرنامج، الممتد على ثلاث سنوات، إلى دعم إدماج 160 طفلاً حاملاً للتثلث الصبغي في جهة الرباط – سلا – القنيطرة ضمن الجهود المبذولة للنهوض بالتربية الدامجة في المغرب.
تم تنظيم ورشة عمل شارك فيها العديد من الشركاء المؤسساتيين والفاعلين المدنيين والمهنيين في المجال الاجتماعي، إضافة إلى أسر الأطفال حاملي التثلث الصبغي. ويمثل هذا الحدث خطوة مهمة نحو تحسين الدمج المدرسي لهذه الفئة من الأطفال عبر تنفيذ سلسلة من الإجراءات العملية التي تهدف إلى تسهيل إدماجهم في المنظومة التعليمية المغربية.
يرتكز المشروع على عدة محاور رئيسية، منها توفير برامج للدمج في مدارس الجهة، وتعزيز التفاعل بين الأطفال حاملي التثلث الصبغي وأقرانهم، وتطوير قدرات هيئة التدريس لفهم احتياجات هؤلاء الأطفال بشكل أفضل وتكييف أساليب التعليم وفقاً لذلك.
يعمل المشروع أيضًا على تطوير وإتاحة الموارد البيداغوجية الملائمة، مع برامج خاصة للحفاظ على المكتسبات الأكاديمية وضمان استمرارية التعلم، إلى جانب تقديم دعم خاص للأسر لمساعدتها في تربية وتعليم أطفالها بشكل أفضل.
سيتم كذلك تنفيذ حملات لرفع الوعي في المجتمع المدني، بهدف تعزيز الفهم لقدرات واحتياجات الأشخاص حاملي التثلث الصبغي، وتشجيع دمجهم في المجتمع بشكل أكثر شمولية.
وقد أكد نجيب عمور، رئيس الجمعية المغربية لدعم ومساندة الأشخاص حاملي التثلث الصبغي، على أهمية الشراكة التي تمثل خطوة مهمة في توفير فرص نجاح أكبر للأطفال حاملي التثلث الصبغي، مشيرًا إلى أن المشروع لا يقتصر على التعليم، بل يشمل أيضًا برامج إعادة التعليم والتعاون مع المدارس العادية.
من جانبها، أكدت سعاد أزروال، مديرة قطب التعليم بمؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، على التزام المؤسسة بتعزيز إدماج الأطفال حاملي التثلث الصبغي في المجتمع وضمان تطورهم الأكاديمي والاجتماعي، معتبرة أن الولوج العادل إلى التعليم حق أساسي يساهم في تحقيق الاستقلالية والاندماج الاجتماعي.
ويأتي هذا المشروع في سياق الجهود المستمرة لتحسين الدمج المدرسي للأطفال حاملي التثلث الصبغي، في إطار البرنامج الوطني للتربية الدامجة، ويسعى لبناء نموذج مثالي للتربية الدامجة، بالتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والأسر، والجمعيات المحلية.