شكلت مبادرة جلالة الملك محمد السادس بإرسال مساعدات طبية موجهة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، والمتكونة من أربعين طنا من المواد الطبية تشمل على الخصوص معدات لعلاج الحروق، والطوارئ الجراحية وجراحة العظام والكسور، وكذا أدوية أساسية، وهي موجهة للبالغين وكذا للأطفال صغار السن، شكلت الحدث البارز.
مباردة تفاعلت مع سياقها العام المتميز بحرب الابادة الجماعية التي تمارسها اسرائيل علي الشعب الفلسطيني وسط تواطؤ اقليمي ودولي غير مفهوم، لذلك يصعب فهم دلالات ورسائل المبادرة الملكية الانسانية السامية إلا اذا وضعناها في سياقها، لأن شروط اتخاذ هذا المبادرة هي جزء من سياقها.
سياق المبادرة الملكية اتجاه الشعب الفلسطيني في ظل نظام اقليمي عربي عاجز، ونظام دولي متواطئ.
تزامنت المبادرة الملكية ارسال مساعدات طبية موجهة إلى الفلسطينيين بسياق تاريخي استثنائي في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والصهيوني، حيث تمارس إسرائيل حرب ابادة جماعية بربرية لم يشهد لها تاريخ الحروب مثيلا.
بل إنها هي أحد أكثر النزاعات العسكرية تدميرا في القرن الواحد والعشرين حسب تحليلات نشرتها عدة وسائل إعلامية غربية، وذلك بعد أن أدت لدمار معظم البنية التحتية والمنازل المدنية والمساجد والكنائس وانهيار القطاع الصحي في غزة، وبالتالي تدمير الانسان وسط نظام اقليمي عربي عاجز، ونظام دولي متواطئ، حرب شاملة دمرت كل شيئ، الانسان الارض البحر والجو.
حرب بربرية عرت حقيقية الغرب المنافق، وعجز الانظمة العربية وعربدة الكيان الصهيوني ضد كل القوانين الدولية والقانون الانساني الدولي والمؤسسات الدولية منها مجلس الامن الدولي وهيئة الامم المتحدة.
من هذا السياق العربي والدولي المأزومين تأخذ المبادرة الملكية لجلالة الملك ابعادها وقيمها الانسانية، ورسائلها النبيلة.
رسائل المبادرة الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس
افرزت مبادرة جلالة الملك محمد السادس بإرسال مساعدات طبية موجهة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، والمتكونة من أربعين طنا من المواد الطبية تشمل على الخصوص معدات لعلاج الحروق، والطوارئ الجراحية وجراحة العظام والكسور، وكذا أدوية أساسية، وهي موجهة للبالغين وكذا للأطفال صغار السن، عدة رسائل لمن يهمهم الامر.
رسائل ذات دلالات عميقة اكدت ان القادة الكبار يبقون كبارا بأفعالهم وبمواقفهم وبمبادراتهم على أرض الواقع ، وليس بخطاباتهم الجوفاء و والعنتريات الخطابية، ومن اهم هذه الرسائل نذكر منها ثمانية:
الرسالة الأولى: تندرج المساعدات الطبية الملكية في إطار تقليد عريق للتضامن الفعال مع فلسطين
. انها استمرار العناية الملكية تجاه الشعب الفلسطيني خصوصا في زمن الازمات الحادة التي يتخلي فيها الكل عن الشعب الفلسطيني.
. بل إنها تذكير ببعض العمليات الانسانية السابقة (المساعدات الانسانية للساكنة المدنية بغزة في مارس 2024، مساعدات إلى ساكنة القدس خلال شهر رمضان، مبادرات متواصلة لوكالة بيت مال القدس، مساعدات إنسانية في أكتوبر ….)..
. أنه الوفاء والإخلاص لجلالة للملك محمد السادس في الزمن والمكان لمقاومة ولصمود شعب استثنائي في تاريخ الانسانية
الرسالة الثانية : المساعدة الطبية التي أمر بها جلالة الملك ستمر عبر طريق استثنائي:
- تأكيد على “الاختراق” الذي حققه المغرب في العملية السابقة خلال شهر رمضان الماضي
- المغرب كان أول من فتح طريقا بريا غير مسبوق منذ اندلاع المواجهات المسلحة
- المساعدات المغربية يتم إيصالها عبر طريق بري مباشر، الشحنة التي حملتها الطائرات المغربية إلى تل أبيب تم إيصالها إلى غزة عبر الطريق البري
- إلى حدود الساعة كانت المساعدات تمر سواء من مصر عبر رفح، أو يتم إسقاطها جوا بواسطة طائرات
الرسالة الثالثة: الالتزام الشخصي لجلالة الملك لدعم الشعب الفلسطيني
- الطريق البري تم فتحه لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بالنظر إلى شخصه ومكانته المعنوية والمصداقية التي يحظى بها جلالته؛
- التأكيد على أن جلالة الملك تمكن من تحقيق ما عجزت عنه القوى الكبرى. بلدان أخرى لم تتمكن من استعمال هذا الطريق مما يؤكد المصداقية التي يتمتع بها المغرب والثقة التي تمنحها مبادراته الإنسانية؛
- جلالة الملك حرص على التكفل شخصيا من ماله الخاص بجزء كبير من هذه المساعدات.
الرسالة الرابعة: طبيعة المساعدات ونوعيتها
- المساعدات التي أمر بها جلالة الملك، نصره الله، لفائدة سكان غزة تتكون من 40 طنا من المواد والمعدات الطبية؛
- المساعدات الطبية تشمل، أيضا، المعدات الطبية للطوارئ الطبية وجراحة العظام والكسور وعلاج الحروق البليغة؛
- المساعدات تتكون من أدوية أساسية من بينها المضادات الحيوية والمسكنات، ومضادات الحرارة ومعقمات
- المساعدات تضم، كذلك، أدوية خاصة بالمصابين بداء السكري، والتخذير، ومضادات الطفيليات، والمحاليل المكثفة؛
- هذه المواد الطبية موجهة للكبار والأطفال صغار السن.
الرسالة الخامسة: استئناف العلاقات مع إسرائيل خدمة للسلام ومصالح الشعب الفلسطيني
- استئناف العلاقات مع إسرائيل كان دائما في خدمة الفلسطينيين منذ الإعلان الثلاثي المغرب-الولايات المتحدة- إسرائيل؛
- المغرب عمل دائما على توظيف دعاماته وشبكاته من أجل النهوض بمصالح الفلسطينيين والسلام لجميع شعوب المنطقة.
الرسالة السادسة : المساعدات الطبية التي أمر بها جلالة الملك تأكيد على نجاعة وفعالية لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس
- جلالة الملك رئيس لجنة القدس؛
- ريادة حكيمة تقوم على رؤية لتحقيق السلام، موجهة نحو الدعم الفعلي والملموس للفلسطينيين؛
- لجنة القدس تعمل بناء على الأفعال وليس الأقوال؛
- دعم الساكنة الفلسطينية من أجل الصمود على الميدان يتم عبر المساعدات الملموسة والفعالة.
الرسالة السابعة: تأكيد على احترام وتقدير كل أطراف الصراع لجلالة الملك
صعب على اي قائد في العالم العربي او الغربي ان يوصل اي مساعدات مادية في ظل الحصار المضروب جوا وارضا وبحرا، الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني التي قامت بإغلاق كل معابر ونقط ادخال المساعدات للشعب الفلسطيي.
أن يرسل جلالة الملك المساعدات الطبية والغذائية عن طريق معبر كرم ابو سال في ظل الحرب الشرسة الجارية بفلسطين هو دليل على التقدير الكبير الذي توليه الدول لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث أضحى الطريق البري غير المسبوق ممكنا لإيصال المساعدات الإنسانية، التي أمر بها جلالة الملك، لفائدة ساكنة غزة.
الرسالة الثامنة: تكفل جلالة الملك تنفيذ هذه المساعدات بجزء كبير من ماله الخاص.
لتنفيذ هذه المبادرة تكفل جلالته بجز كبير من ماله الخاص، وهذا دليل آخر على أن حالة الطوارئ الإنسانية يجب أن تكون لها، بالنسبة لجلالة الملك، الأولوية على جميع الاعتبارات الأخرى.
وهذا ما يعني ان المبادرة التي أمر بها جلالة الملك بصفته عاهل المملكة ورئيسا للجنة القدس، تتماشى تماما مع أهداف السلطة الفلسطينية التي تدير العديد من المشاريع لصالح الفلسطينيين، معتبرا أن هذه العملية الإنسانية الجديدة واسعة النطاق تؤكد، مرة أخرى، انسانية ملك عظيم يخدم قضية فلسطين بالأعمال وبالأفعال وليس بالخطابات والبروباغندا.
واخيرا ، نقول ان قرار المبادرة الملكية اتجاه الشعب الفلسطيني وسياقها ونوعيتها واختيار المكان لتنفيذها ودلالاتها ورسائلها تؤكد نظرية الملك العظيم .
