الألعاب الأفريقية.. تنظيم عالمي والنتائج تسائل بعض رؤساء الجامعات

بعد يوم من إسدال الستار على فعاليات دورة الألعاب الأفريقية 2019، التي ستظل محفورة في ذاكرة المغاربة والأفارقة على اعتبار أنها شهد تنظيم محكم ونالت ثناء كل المتدخلين في الدورة، وبالتسيير الجيد والمنظم إستطاع الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة أن يبرهن على أن القارة الإفريقيا استعادت فاعلا رئيسيا لا يجادل أحد في دوره الرئيسي في تنمية القارة.

واستطاع الوزير رشيد الطالبي العلمي والطاقم المرافق له على أن يكسبوا الرهان بعد التنظيم الذي أبهر 54 دورة أفريقية شاركة في فعاليات الألعاب الأفريقية في مختلف الرياضات، الشيء الذي أعطى إشعاع للمملكة على صعيد القارة الإفريقية، وكذا تعزيز مكانت الرياضة الوطنية، وتحقيق هذا النجاح سيخول للمغرب عقد اتفاقيات شراكة في هذا المجال، وكذا اعطاء فرصة لشباب القارة لتطوير مهاراتهم بشكل خاص والرياضة الإفريقية بشكل عام، ومن إيجابية هذه الدورة هو تأثير الجيد الذي سيحدث على المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وفي سياق أخر كانت مشاركة المغرب في الألعاب الإفريقية التي أجريت فعالياتها على أرض المملكة كارثية، حيث احتل المغرب المرتبة الخامس في سبورة ترتيب الميداليات ب105 ميدالية، منها 30 ذهبية و31 فضية و44 برونزية، الشيء الذي يدل على فساد أغلب رؤساء الجامعات الرياضية، التي ساهمت في هذا الإخفاق المدل والذي سيبقى وصمت عار على جبين المسؤولين الرياضيين.

كرة القدم … إخفاق كل المنتخبات

بعد الخروج المدل “لأسود الأطلس” من نهائيات كأس أفريقيا 2019 أمام منتخب البينين، وقعت كرة القدم المغربية على سنة بيضاء وتوالت انتكاساتها، في كل فئات المنتخب ” الأول والأولمبي والشباب والنساء”، إذ لم تشهد أبدا واقعا مريرا مثل هذه السنة، التي تودعها الرياضة المغربية على إيقاع فشل كرة القدم في جميع المستويات.

وإذا كانت كرة القدم الوطنية قد فقدت الكثير من مقوماتها وبريقها منذ سنوات، فإن النتائج السلبية التي حصدها المنتخب الوطني الأول ومعه الفئات الأخرى جاءت لتؤكد بالملموس التراجع المهول والتسيير العشوائي لرئيس الجامعة الملكية، وهذا السقوط لم يكن قطعا عثرة قد تليها صحوة، بل واقعا يستدعي أكثر من وقفة تأمل.

ألعاب القوى .. إحتكار المناصب بدون نتائج

لقد تولى أحيزون رئاسة جامعة ألعاب القوى في 4 دجنبر من سنة 2006، أي أنه أمضى 13 سنة في رئاسة هذه الجامعة، وهي مدة كافية جدا لإنجاب الأبطال وتكوينهم، وإعداد الخلف للمستقبل، لكن لاشيء من هذا تحقق.

لقد خرجت ألعاب القوى خاوية الوفاض عدة مرات، وتكرر هذا السيناريو اليوم خلال دورة الألعاب الأفريقية التي احتضنتها بلادنا، حيث من أصل 30 ميدالية ذهبية حصدتها الرياضة المغربية، لم تساهم ألعاب القوى بأي شيء في هذه الحصيلة، مكتفية بـ11 ميدالية ما بين النّحاس والفضية، الشيء الذي يدل على أن العاب القوى تتجه نحو المجهول، فأحيزون يعيد تكرار نفس الأخطاء، كما أن المكتب المديري أغلب أعضائه مجرد كومبارس يكتفون بالتقاط الصور، أو السفريات، بينما الأندية لم تعد تقوى على الحراك، خصوصا بعد أن رسم خارطتها بدقة كبيرة، وبشكل يبعد الأصوات المزعجة عن قاعة الجمع العام.

العهد الزاهر للتنس المغربي قد ولى …

تراجعا كبيرا على مستوى النتائج خاصة في بعدها الإفريقي والدولي، حيث تعود الرأي العام على حضور لافت للأبطال المغاربة في رياضة كرة المضرب، خاصة بفضل الفرسان الثلاثة الذين حملوا على أكتفاهم لسنوات العلم الوطني وعرفوا باسم المغرب عبر مختلف القارات، كما ضمنوا له مكانة متميزة ضمن مصاف البلدان الرائدة في هذه الرياضة على غرار، سويسرا، الأرجنتين، البرازيل.

فقد استطاع المغرب في السابق منافسة أقوى المدارس، إلا أنه اليوم يجد صعوبة في فرضها حتى على المستوى القاري، وهذا يؤكد بالفعل أن العهد الزاهر للتنس المغربي قد ولى، وعلينا انتظار سنوات ضوئية للعودة إلى الواجهة الدولية بنفس التوهج ونفس الإبهار.

وفي عهد العرايشي لم يعد المغرب يتوفر على لاعبين اكفاء في جميع الفئات وعلى جميع المستويات في الوقت الذي كان يتوفر فيه المغرب على مر الأزمنة وأيام كان التنس المغربي يدبر بعقلية جيدة حيث كان يلعب باستمرار في المجموعة الأولى وبكافة المسابقات إذ كان يتوفر على كم هائل من اللاعبين يعتبر خزانا لكرة التنس الوطنية، الشيء الذي يدفعنا للتساؤل، ماذا قدم العرايشي وأية قيمة مضافة أعطى للتنس المغربي ومن يتحمل كارثة النتائج المتحصل عليها في الوقت الذي يجمع الكل على أن المغرب لا يتوفر حاليا على أي لاعب يمكن ان يشرف التنس المغربي.

حين نعبر الدار البيضاء في اتجاه الكويرة، و نحط الرحال بالعاصمة الرباط، نجد أشخاصا يتربعون على رئاسة الجامعات الرياضية مدى الحياة، وبدون مساءلة أو محاسبة حول الحصيلة أو المنجزات، بل و بدون أي نتائج تذكر، و أقرب دليل إلى أذهاننا النتائج المخزية والكارثية التي حصدها “الأبطال المغاربة” في الألعاب الأفريقية الحالية التي تقام ببلادنا، أين هي النتائج المحققة في الرياضات الأولمبية مثل السباحة والتنس على الطاولة و كرة اليد والكرة الطائرة و كرة السلة وكرة القدم واللائحة طويلة ، خصوصا إذا علمنا أن المغرب لم يحقق الميدالية الذهبية في 17 رياضة، كأن المغرب بلد منكوب؟ هذا بالرغم من أن الدولة تنفق ميزانيات مهمة على الأنواع التي تغيَّب فيها المغرب، ولم يحقق فيها الذهب.

الجمهور المغربي العاشق للرياضة، يطرح سؤالا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، لماذا لم تتم محاسبة رؤساء الجامعات عن النتائج الكارثية في الألعاب الأفريقية .

دستور 2011 … ربط المسؤولية بالمحاسبة…

فلماذا لا تتم محاسبة فوزي لقجع وأحيزون والعرايشي عن سلسلة الخيبات التي عاشها الجمهور المغربي، سواء في كأس إفريقيا “مصر 2019″، أو في دورة الألعاب الأفريقية 2019، لا يمكن الحديث اليوم عن إنجازات الرياضة الوطنية بدون محاسبة المسؤولين وبدون نخب جديدة على رأس أغلب الجامعات والعصب الرياضية.

غير مقبول كيفما كان الحال الإستمرار في هدر الزمن الرياضي لبلادنا، فمصلحة الرياضة و الرياضيين فوق أي إعتبار على أغلب رؤساء الجامعات الرياضية أن يستحضروا المصلحة العليا للبلاد و التفاعل إيجابا مع ما جاءت به الخطب الملكية الأخيرة و الإنخراط بشكل فعلي بالدفع بكفاءات مؤهلة و وجوه جديدة على رأس الجامعات والعصب والمراكز الرياضية، وفي مختلف المؤسسات الرياضية الوطنية و والجهوية والمحلية، لأن لا جديد يذكر ولا تاريخ يكتب، إخفاق يليه إخفاء وخيبة بعد خيبة.

الأن يجب العمل بخطاب صاحب الجلالة وتجديد النخب في كل الجامعات والعصب الرياضية ولا لإزدواجية المهام ويجب التصالح مع الرأي العام الرياضي من أجل احتواء الأزمات الطاحنة الدائرة رحاها بين مختلف الفاعلين في الأسرة الرياضية، وإنقاذ مستقبل الرياضيين والشباب الذين تعد الرياضة متنفسهم الوحيد.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *