أثار إعلان مباراة لولوج أحد مسالك الترجمة التحريرية أو الفورية، المفتوحة أمام حاملي الإجازة أو ما يعادلها بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، الذي صنف اللغة الأمازيغية ضمن “اللغات الأجنبية”، جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي وبين الأوساط الأكاديمية والثقافية.
في هذا السياق، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن اللغة الأمازيغية قضية وطنية محسومة دستوريًا ولا مجال للنقاش حولها، مشددا على أن “هذا الموضوع حسمه جلالة الملك في مناسبات عديدة، وأن مسار تفعيل ترسيمها مستمر”.
وأشار بايتاس إلى أن الحكومة تُعنى بتبني هذه اللغة بشكل محوري وأساسي، مستشهداً بالتقدم الملحوظ في تدريسها والتعليم بها، حيث تضاعفت الأرقام بشكل كبير مقارنة بالفترات السابقة، كما أكد على الاستثمارات المالية الكبيرة التي تم تخصيصها لهذا المجال، مشددًا على أن “مسار تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية يتقدم بخطى ثابتة”.
وفي رد فعل على تصنيف اللغة الأمازيغية كلغة أجنبية، أعرب أساتذة مدرسة الملك فهد العليا للترجمة عن رفضهم لإلحاق مسلك الترجمة “عربية-أمازيغية-فرنسية” بشعبة الإنجليزية وتعيين نائبة المدير المكلفة بالشؤون البيداغوجية منسقة لهذا المسلك دون استشارة الشعبة الفرنسية.
وأعلن المكتب النقابي عن مقاطعة جميع اجتماعات مجلس المؤسسة واللجان المنبثقة عنه، داعيًا رئاسة الجامعة للتدخل العاجل لتفادي تطور الوضع.
أكد المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي على أهمية الثقافة الأمزيغية كمكون رئيسي للمجتمع والثقافة المغربيين، واعتبرها لغة دستورية يجب العمل على إنجاح مشروعها الوطني.
وأوضح أن مجلسي المؤسسة لم يفوضا للجنة البيداغوجية البت في الشؤون البيداغوجية، متهمًا مدير المؤسسة بمحاولة تمرير مسلك الترجمة “عربية-أمازيغية-فرنسية”.
وجاءت المذكرة الصادرة بتاريخ 12 يوليوز 2024، من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، التي توضح تفاصيل التكوين ونظام الدراسة والشروط والإجراءات الخاصة بالترشيح، تؤكد تصنيف اللغة الأمازيغية مع اللغات الأجنبية مثل الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية.
وأوضح الوزير في المذكرة الموقعة باسمه بتاريخ 12 يوليوز 2024 أن “هذه الجذاذة تتضمن معلومات حول أهداف التكوين ونظام الدراسة ومدتها والشهادة الممنوحة والشروط والإجراءات الخاصة بالترشيح ومواد المباراة وكذا تاريخ إجراء المباراة والإعلان عن نتائجها”.
