في خطوة تعكس تصاعد وعي المؤسسات السجنية بأهمية التعليم كوسيلة لإعادة الإدماج، أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج عن نجاح 962 نزيلًا ونزيلة في امتحانات البكالوريا لسنة 2025. حيث إن نسبة النجاح التي بلغت 53,44% توزعت بين الدورتين العادية والاستدراكية، مسجلة بذلك تحسنًا بنسبة 7,13% مقارنة بدورة 2024.
ولم يقتصر هذا الإنجاز على عدد الناجحين فقط، بل امتد إلى جودة النتائج؛ إذ حصد 322 من النزلاء ميزة تراوحت بين مستحسن وحسن جدًا، أي بنسبة 33,47% من مجموع الناجحين، وهو رقم يعكس تحسنًا ملموسًا في الأداء الدراسي داخل المؤسسات السجنية.
المندوبية، وفي بلاغ رسمي، أكدت أن هذه الحصيلة الإيجابية جاءت ثمرة لمجهودات متواصلة تهدف إلى ضمان الحق في التعليم للنزلاء وتوفير بيئة تربوية محفزة، من خلال شراكة فعالة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وتسعى المندوبية، عبر هذا الورش التربوي، إلى جعل المؤسسات السجنية فضاءً لإعادة التأهيل والتكوين، بدل الاقتصار على العقوبة. الأمر الذي يفتح أمام النزلاء آفاقًا جديدة لإعادة بناء ذواتهم ومساراتهم، بما يضمن لهم شروط اندماج حقيقية بعد الإفراج.
نجاح هذه التجربة التعليمية يدفع إلى التفكير في ضرورة تعميمها وتعزيزها ببرامج تكوينية مهنية وتقنية تتلاءم مع متطلبات سوق الشغل، بما يضمن لنزلاء المؤسسات السجنية فرصًا حقيقية للاندماج الاجتماعي والاقتصادي.